بداية وقبل البدء في الحديث عن التكريم ودوره وأهميته في حياة الإنسان بشكل عام والمبدع بشكل خاص لابد من أن نقول إن التكريم كم جاء في معاجم اللغة من فعل : كّرَّمَ ..
كرَّمَ يُكرِّم ، تَكريمًا وتَكْرِمَةً ، فهو مُكرِّم ، والمفعول مُكرَّم
كَرَّمَ الرَّجُلَ : عَظَّمَهُ، أَكْرَمَهُ، فَضَّلَهُ ..
وانطلاقا من هذا البيان الماتع والجميل للغتنا العربية أدلف إلى الحديث عن ظاهرة التكريم والتي هي بحق جد هامة وحضارية .. ظاهرة تعكس وعي وإدراك الجهة المُكَرِّمة لآلية عملها وصحة اتجاه مسارها ولأدوات التحفيز الكفيلة بإنتاج وفرز مهاراتها جديدة كفيلة بتحقيق انطلاقات جديدة بمفردات جديدة تجاه أهدف جديدة سامية .
والتكريم كما أسلفنا هو تقدير وتعظيم وتفضيل من قبل الجهة المُكَرِّمة لأفراد تميزوا وتمايزوا في مجالات ما فثمنت وقدّرت وأكبرت هذا التمايز فأحبّت أن توجه لهم بطاقة شكر وثناء بطريقة ما فجاءت على شكل كرنفال ضم نخب أهل الاختصاص إضافة إلى وجهاء أهل المكان من رموز فكر وأدب ودين وسياسة ..الخ
ومن هنا انطلق بكل الحب والتقدير والاعتزاز تجاه الحديث عن ما درجت عليه وزارة الثقافة في السنوات القليلة الماضية من إقامة فعاليات بسويات عالية من مهرجانات ثقافية في مختلف محافظات سوريتنا النور وخصت كل عام محافظة بعينها تقوم من خلال فعاليات المهرجان بتكريم رموز الفكر والثقافة والأدب – بدرع نحاسيّ يكتب عليه اسم الشاعر واسم السيد الوزير- ممن اثروا واغنوا المكتبة العربية بمنجزهم الإبداعي الثر
أدباء بلغوا من العمر عتيّا وأصبح من الضرورة أن يروا من يمد لهم يد المحبة والوفاء والتقدير و يشد على يدهم بكل حنوّ ليقول لهم مع ابتسامة حنون : شكرا أساتذتنا الأجلاء ,
وجاء ذلك بكل وضوح وسطوع على أيدي القائمين على مؤسستين ثقافيتين تعتبران الأهم لا بل هما ناهضتان في الحالة الثقافية السورية ألا وهما ( وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب )
ومن هنا اخص حديثي وبعجالة عن ما تفضلت به وزارة الثقافة –مديرية الثقافة في حماة مؤخراً بإقامة مهرجانها الشعري السنوي – مهرجان الشاعر الدكتور وجيه البارودي –دورة الشاعر عمر يحيى ببرنامج باذخ وبهيّ استمر لثلاثة أيام شارك فيه عدد من شعراء سورية ونقادها
وعلى غير منبر من منابرها في حماة – سلمية – مصياف
وعلى هامش المهرجان وكما كل عام قامت وزارة الثقافة – مديرية الثقافة في حماة بتكريم ممن ترى بالأهمية من الأمر تكريمهم بـ ( شهادة تقدير ) لما تستحقه تجربتهم الإبداعية من التكريم والتقدير والثناء وهم لهذا العام ( توفيق أحمد – حسان عربش – د . وليد سرقبي – عباس حيروقة )
يبقى تكريم المبدع والأديب وهو على قيد الحياة بـ درع أو بشهادة تقدير خير وألف من تكريمه بعد رحيله والتغني بمنجزه الإبداعي
ختاما : إن التكريم المعنوي جميل وهام في حضرة زملاء وأخوة له ووسط احتفاء إعلامي وطني كبيرولكن من الأهمية أيضا أن تلحظ الجهة المُكّرِّمة ضرورة التكريم المادي المرفق مع المعنوي بشكل يليق بها وبمنجز المُكّرَّم الإبداعي .
ولا بد من أن نؤكد على أن أجمل ما أضافت لنا الفعاليات الثقافية هذه تلك اللقاءات الجميلة والحيّة مع أدباء وأصدقاء وأخوة لنا من مختلف محافظات سوريتنا والأهم الأهم حيوية الحوارات بعناوينها الكبرى والتي نحتاجها دائما لا سيما في مرحلة كهذه
شكرا بحجم نواعير حماة لوزارة الثقافة ..لمديرية ثقافة حماة
عباس حيروقة