استئناف العمل مؤخراً في مشروع خط الجر الثاني لمياه الشرب ، من أعالي العاصي إلى حماة ، يبشِّرُ بقرب انتهاء أزمة المياه الخانقة ، التي تعاني منها المدن والقرى التي تروى منه ، وإيصالها إلى أهاليها كسائر خلق الله ، ومن دون انتظار طويل لدور كل حي ، ومن دون السهر حتى ساعة متأخرة من الليل أو لطلوع الفجر ، بمراقبة المياه هل وصلت إلى الخزان أم لا ، ومن دون اللجوء إلى الصهاريج لتعويض الفاقد من الوارد للمنزل أو انعدامه.
لقد مرَّ تنفيذ هذا الخط الذي يروي 65 تجمعاً سكانياً بحماة وحمص ، إضافة إلى مدينتي حماة وسلمية ، ويستفيد منه 5 ر 2 مليون مواطن ، مرَّ بظروف صعبة أدت إلى تعثره وتوقفه كما هي حال المشاريع الحيوية الكبرى ، التي أوقفتها الحرب الهمجية التي شنت على بلدنا الحبيب ، وأدى ذلك إلى تضاعف كلفة التنفيذ اليوم بالأسعار الرائجة ، التي لن تشكل عائقاً في راهننا أمام تنفيذه وفق خطة المؤسسة العامة لمياه الشرب.
فالقرار باستئناف تنفيذه من النقطة التي توقف عندها خلال سني الحرب اتُخذَ ، ووجهت رئاسة الحكومة بإنجازه وفق البرنامج الزمني والمادي ، لوضعه بالاستثمار الفعلي وتخديم كل التجمعات التي تستفيد منه.
وتشير المعطيات الجديدة المتوافرة ، إلى أن العمل بهذا المشروع ، يسير بوتيرة جيدة وهمّة عالية .
وللعلم هو مشروع مركزي يمتد من القصير إلى الحدود السورية اللبنانية، بطول 82 كم وينتهي بمدينة حماة .
ويروي كما قلنا بداية حماة وسلمية و65 قرية وبلدة وتجمعاً سكانياً ، ونسبة الإنجاز فيه زادت عن 95 بالمئة وكلفته تفوق الـ 44 مليار ليرة.
وباعتقادنا ، لن يقف أيُّ عائق جديد أمام استئناف تنفيذه ، ووضعه بالخدمة بأسرع وقت ممكن لإرواء العطاش بهذا الجانب من المحافظة ، فقد دارت عجلة العمل ولن تتوقف إلا بعد الانتهاء منه.
ما يجعل الحكومة ممثلةً بوزارة الموارد المائية والمؤسسة العامة لمياه الشرب بحماة ، تتجه إلى جانب آخر من المحافظة ، لمعالجة معاناة أهله من شح مياه الشرب معالجة نهائية ، فمن حق أي مواطن بأي قرية أن تتوافر له مياهه ! .
محمد أحمد خبازي