نبض الناس : كلٌّ على كيفه وهواه !

أسواقنا اليوم إن لم تكن تشبه حارة / كل من إيدو إلو / بالمسلسل الكوميدي الشهير ، فهي تطابقها تماماً ، من حيث الفلتان والفوضى ومعاناة المواطن الضعيف من البائع أو التاجر القوي !.
فعلى الرغم من التسعيرة التي حددتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، للعديد من المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية ، ترى التجار والباعة يبيعونها كلٌّ على كيفه وهواه !.
فالمواد التي كان سعرها أدنى مما هو محدد بالنشرة ، رفعوا أسعارها إلى العتبة الرسمية ، متذرعين بأنها قرار حكومي يجب الالتزام به !. والمواد التي سعرها بالسوق أعلى من المنخفضة بالنشرة ، أبقوها مرتفعة ولم يخفضوها ، ولم يلتزموا بها ، وتعاملوا معها وكأنها غير موجودة ، وغير ملزمة لهم !. وللتأكد مما نشير إليه ، يمكن لأي مواطن راغب ، أو مسؤول معني ، أن يضع النشرة التي أصدرتها وزارة التجارة الداخلية بين يديه ، ويجول بالأسواق وعلى المحال ، ويطابقها مع أسعارها ، وعندها سيرى العجب العجاب ، وسيعرف أن الأسواق فعلاً حارة / كل من إيدو إلو / !.
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، كيلو لحم الخروف بعظمه الذي حددته النشرة بـ 11 ألف ليرة لبائع المفرق ، يباع بالمحال مابين 13 – 19 ألف ليرة فقط بحسب المحل والزبون !.
وعلبة المتة وزن 200 غ تباع بـ 1900 و2100 و 2200 ليرة وذات الوزن 250 غ بـ 2300 – و2350 ليرة !.
وقائمة الأمثلة طويلة ، والأسعار متباينة بين محل وآخر ، وكل بائع يبيع على كيفه وهواه !.
وباعتقادنا ، حتى تلزم التجارة الداخلية التجار والباعة بأسعارها تحتاج إلى / جيش / من المراقبين التموينيين لتفرض إيقاعها بالأسواق التي يأكل فيها الحيتان من أولئك التجار والباعة، المواطنَ الضعيف الذي لا حول له ولاقوة ، أمام هذا الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بكل ما يحتاجه ، والذي يديرُ دفته ويوجِّههُ كيفما يرغب ، ذوو الرؤوس الكبيرة من الفاسدين ، والتي حان قطافها ، ولكنها لمَّا تزل بمنأى عن القطف ، ولم يوجد بعد من يقطفها !.
محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار