رذاذ ناعورة: حرب تشرين التحريرية درس في البطولة و الفداء…. جعلت العدو يعرف حجمه الحقيقي

 
    تمكنت حرب تشرين التحريرية عام 1973  التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد تمكنت من قلب المعادلات و إعادة كتابة التاريخ العربي المعاصر و تحطيم الاسطورة التي نسجها العدو الصهيوني حول جيشه الذي لا يقهر 
لقد أعادت حرب تشرين التحريرية للإنسان العربي وجهه الأصيل و هذا الإنجاز  كان الدافع الاقوى لتعاظم معسكر الصمود و المقاومة في المضمون والشكل كماردٍ في وجه الاحتلال الصهيوني في فلسطين والاحتلال الأمريكي في العراق والعدوان الصهيوني على لبنان و فلسطين أعوام  1978 _  1982 _  2006 
   ففي مثل هذا اليوم منذ 47 عاماً انطلقت حرب تشرين التحريرية و ايقظت  قادة العدو الصهيوني من سبات غطرستهم حيث دكت الصواريخ السورية و المصرية حصونهم و تحصيناتهم ودفعت عددا منهم إلى الاستقالة، واجتثّت أكثر من ألفيّ جندي صهيوني .    رئيسة وزراء العدو في كتابها “اعترافات غولدا مائير” والذي خصَّصت الفصل الرابع عشر منه لحرب تشرين وعَنوَنته  ب “الهزيمة” ، وصفت الحرب “بالكارِثة الساحِقة، و”الكابوس” الذي عاشته بنفسها وسيظلّ معها على الدوام تعترف بداية بفشل تقارير استخباراتها  باستقراء الحرب على الجبهتين السورية- والمصرية حيث خلصت الاجتماعات التي عقدها العدو قبل اندلاع الحرب إلى عدم الحاجة للتأهّب والاستنفار واستدعاء الاحتياطي فالقوات التي احتشدت على الجبهتين السورية _ المصرية لم تكن قادِرة على القيام بأيّ هجومٍ عسكري إنما هي قوات غَرَضها القيام بالمُناورات المُعتادة والخوف من هجومٍ صهيوني مُباغِت تقول مائير: “لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت فيها الحرب فقط ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثُبت أنها خطأ”.
   إن ما حققته القوات السورية و المصرية على الجبهتين كان مذهلا  حيث تغلغلت قوات  الجيش العربي السوري  في عُمق مُرتفعات الجولان وعبرت القوات المصرية القناة وتحطّمت قوات العدو الذي أخذ يطرح إمكانية القيام بانسحابٍ جذري وإقامة خط جديد للدفاع لاسيما وأن خسائره على الجبهتين كانت في تزايُد حتى أن هذا الوضع دفع وزير الحرب موشي دايان لتقديم استقالته التي قوبِلَت بالرفض من قِبَل رئيسة وزراء العدو . 
  بعد كل تلك التداعيات  بات جيش العدو الصهيوني الذي كان يحارب جيوشاً عربية عدة  كما حدث في حربي 1948 وعدوان حزيران 1967 بات بعد حرب تشرين التحريرية غير قادر على فتح أي جبهة مع دولة عربية و أضحى قادة الكيان الصهيوني  على قناعة بأنهم وإن كانوا يملكون قرار العدوان أو شنّ الحرب إلا أن قرار حسم الحرب وإنهائها وحتى إيقافها ليس بأيديهم وحدهم وإنما بأيدي أطراف أخرى. ولذلك بدأ قادة العدو يحسبون ألف حساب لأي عمل عدواني أو حرب جديدة . 
   ظروف و عوامل و أوضاع تغيرت خلال ال 47 سنة الماضية محليا و عربيا و دوليا و لعل أهمها الحرب الكونية التي شنت على سورية بدعم من امريكا و الصهاينة و الدول الأوربية و الوهابية و الاخونجية و من يدور بفلكها من قوى الظلام و الارهاب و الجهل و التجهيل و  تمكن سورية بجيشها البطل من تحقيق انتصارات اذهلت العالم و بقيت  سورية كما كانت عبر تاريخها القديم والحديث قاطرة العمل العربي ضد الاستعمار و إن محاولة الأعداء القضاء على هذه القاطرة القومية من خلال تجزئتها إلى دويلات أو فيدراليات متناحرة على أساس إثني وطائفي لن يقابل من شعبنا البطل سوى بالمقاومة و الصمود والتمسّك بالهوية السورية الجامعة وتحقيق النصر في هذه الحرب ضد الإرهاب .
الفداء – عهد رستم
المزيد...
آخر الأخبار