الدكتور الجراح حنا دعبول من مدينة السقيلبية مسيرة علمية ومهنية حافلة بالنجاح والعطاء والعمل الدؤوب.
غالباً ما تخذلنا الكلمات حين نود الكتابة عن إحدى القامات العلمية لمدينتنا السقيلبية وبلادنا سوريا عامة، وهذا حالي اليوم مع الطبيب الشهير حنا دعبول، بشخصيته الودودة المتواضعة وانجازاته العلمية الحافلة بالنجاح والتفوق البارز خلال سنوات مراحل دراسته وعمله المهني.
حقق نجاحاً متقدماً متفوقاً على أقرانه وبرز كقامة علمية شامخة في عالم الطب والجراحة، ويسرني بل يشرفني أني على تواصل معه باستمرار ووجدت أنه من الضروري جداً توثيق سيرته العلمية ليطلع عليها الأجيال خاصة أنه من جيل عانى وكافح حتى استطاع أن يحقق ما حققه من نجاح وتفوق في ظل ظروف حياتية قاسية وصعبة.
أني تشرفت بطلبي منه وبالحاح أن يكتب لي سيرته الذاتية وهذا ما كان، وسأترككم معها كما وردتني بقلمه:
• ولدت في شهر آب سنة ١٩٤٤ في بلدتي السقيلبية.
• درست الإبتدائية في المدرسة الحكومية. كان مديرها الأستاذ القدير المرحوم جورج العبدالله و الذي كان يتمتع بشخصية إدارية متميزة.
كانت الشهادة الإبتدائية (السرتفيكا) لها تقدير كبير حتى أن أسماء الناجحين كانت تذاع من إذاعة دمشق.
كان الفحص يجرى في حماه، وق ذهبنا من البلدة ثمانية تلاميذ لوحدنا بدون مرافقة أهلنا، كنا في الصف الخامس أعمارنا تتراوح بين عشرة سنوات و ١١سنة.
• في حماة توزعنا على فندقين كل أربعة أشخاص في فندق. كانت مفاجأتنا كبيرة حين مر علينا الأستاذ جورج قرابة منتصف الليل ليطمأن علينا و يشجعنا.هذا يعطيك فكرة كم كان التعليم محترماً.
• درست الإعدادية في بلدة البيضا لوجود إعدادية فيها و التي كانت تحت إدارة المرحوم الأستاذ عيسى شحم و المحامي إدوار حشوة أطال الله بعمره.
ما يميز هذه المرحلة أنه نتيجة تفوقي المستمر أخذت الإدارة قراراً بترفيعي من الصف السابع إلى الصف التاسع مباشرة دون المرور بالصف الثامن.
• دراستي الثانوية كانت في حماة في ثانوية ابن رشد، وقد نلتُ الدرجة الأولى في الصف الحادي عشر، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية عملت لعام واحد مدرساً لمادتي الرياضيات و العلوم في إعدادية الغسانية الخاصة بالسقيلبية التي كانت قد افتتحت حديثاً على يد الأستاذ غسان النادر، وهكذا استطعت أن أجمع تكاليف سفري لدراسة الطب في بلغاريا.
• وما يميز مرحلة دراستي الجامعية في بلغاريا هذه أنه نتيجة لتفوقي و حصولي على العلامة التامة في كل مواد السنة الأولى ومواد السنة الثانية تم منحي نصف منحة دراسية و التي تحولت إلى منحة كاملة في السنة الرابعه نتيجة استمراري في التفوق.
طوال فترة دراستي للطب كنت محط إعجاب من أساتذتي و زملائي، حتى أن زملائي و أصدقائي كانوا يسألوني بعد امتحان أي مادة هل حصلت على العلامة التامة و لا أذكر لمرة واحدة أن أحدا سألني هل اجتزت الامتحان أم لا.
• تخرجت من الجامعة سنة ١٩٧٠بدرجة ممتاز وفوراً تم قبولي في اختصاص جراحة الكلية و المسالك البولية.
تميزت فترة اختصاصي بنشاطي العلمي و العملي ولقد اخترت لتقديم محاضرة في مؤتمر الجراحة البولية في صوفيا.
• أنهيت اختصاصي سنة ١٩٧٤ و عدت إلى و طني حيث باشرت العمل باختصاصي في مدينة حمص. لسنوات عديدة كنت عضواً في اللجنة العلمية لنقابة الأطباء في حمص حيث ساهمت في عقد الكثير من اللقاءات و المؤتمرات العلمية مع إعطاء محاضرات في معظم المؤتمرات المنعقدة في سوريا.كما اشتركت في المؤتمرات التي انعقدت خارج سوريا منها:
• مؤتمر الجراحين الأمريكان عام ١٩٧٧حيث كنت باستضافة الأخ الكبير الدكتور معروف رزوق طيب الله ثراه.
• مؤتمر الجراحين البريطانيين
• مؤتمر الجراحين الألمان
• مؤتمر الجراحين البلغار
• مؤتمرات الجراحين العرب في دبي وفي الأردن وفي لبنان.
• كما شاركت في جميع المؤتمرات داخل سوريا، وحصلت على العديد من شهادات التقدير لمشاركاتي بتقديم المحاضرة والاشتراك بورشات العمل.
• في سنة 2018 تقاعدت بعد سنوات طويلة ماتقارب 45 عاماً من العمل الدؤوب و النشاط.
ونحنا بدورنا نفخر ونعتز بكم دكتور حنا وبجميع انجازاتكم العلمية والمهنية والإنسانية وستبقى السقيلبية محبة لأبنائها الأوفياء المخلصين لها أمثالك، مع خالص مودتنا وتمنياتنا لك بموفور الصحة والعافية والعمر المديد.
Adil E Daboul
غيث العبدالله
السقيلبية