مهما يكن من أمر تلك الحرائق التي نشبت في منطقة الساحل السوري ، فإنها كالحرائق التي التهمت مساحات واسعة من ثروتنا الحراجية بريفي مصياف والغاب قبل أسابيع ليست طويلة.
وهي تدمي قلوب جميع السوريين الشرفاء ، الذين تحترق أرواحهم مع كل شجرة تحترق ، لإيمانهم أن احتراق أي غصن أخضر في بلدنا ، وفي أيّ بقعة جغرافية منه ، هو خسارة لكل سورية الجميلة ، وهو مؤلمٌ لجميع السوريين الشرفاء من الحسكة إلى درعا ، ومن شاطئ المتوسط بالساحل السوري إلى آخر حبة تراب بالبادية الشرقية .
ولهذا ترى عموم المواطنين يطالبون اليوم بأشد العقوبات بحق كل من أضرم ناراً بشجرة ، وتسبب بحرق مساحات واسعة من جبالنا الخضراء وغاباتنا الطبيعية والحراجية.
وبحق كل من ارتكب ذلك عامداً متعمِّداً ، كجرم من جرائم الإرهاب المنظم الممنهج لاغتيال الحياة الطبيعية في بلدنا، واستهداف الشجر ، بعد مااستهدف مشغلوهم البشر والحجر وعجزوا عن اقتلاعهما من هذه الأرض الطيبة المباركة ، رغم كل جرائم القتل والتدمير والتخريب التي ارتكبها أولئك المجرمون طوال كل تلك السنوات الماضية.
فبالتأكيد لم تكن هذه الحرائق الجهنمية من فعل عوامل الطبيعة ، وإنما بفعل فاعل ليست غايته التفحيم أو كسر أراض للبناء عليها أو لاستخدامها لأغراض زراعية ، بل لتدمير غاباتنا وثروتنا الحراجية تدميراً ممنهجاً كنوع من أنواع الإرهاب.
وإلاَّ ما معنى هذا الكم الكبير من الحرائق بالوقت ذاته ، والامتداد الواسع لشريط النار ؟.
وما معنى أن تعثر حراج مصياف على أنبوب طاقة شمسية ، من مثل تلك الأنابيب التي تستخدم لتسخين المياه على السطوح ، كان قد رماه أحدٌ ما في غابة مؤخراً بعدما ترجل من سيارته وفرّ هارباً ؟.
محمد أحمد خبازي