لم يعد المواطن يهتم لجودة أي مادة ضرورية لحياته اليومية ، حتى لو كانت غذائية ، وصار يبحث دوماً عن الأرخص ثمناً ويشتريها وإن كان غير مقتنع بما يُقدمُ عليه !.
فالغلاء الفاحش الذي طال كل ما يحتاجه ، وارتفاع الأسعار المتجدد والمتكرر ، وتهالك مدخوله الشهري إن كان موظفاً أو متقاعداً، وضنك العيش إن لم يكن من ذوي المدخول ، كل ذلك جعل هذا المواطن لايفكر بنوعية المادة التي يحتاجها، بل بالرخيصة والقادر على شرائها، حتى لو كانت سيئة المواصفات وضعيفة الفعالية.
لذلك ترى هذه المواد منتشرة اليوم بالمحال التجارية ، من دون أي بيانات توضح ماهيتها أو تاريخ صناعتها، أو مدة صلاحيتها، أو نسبة المادة الفعّالة فيها.
ولكم بالمعلبات والمنظفات والمعطرات للأرضيات ، ومساحيق الغسيل والشامبوات ومعاجين الأسنان ، وبعض الزيوت والسمون النباتية والمربيات، والتي تباع على قارعة الأرصفة وناصيات الشوارع خير دليل !..
وإذا سألت أيَّ مواطن لماذا يشتريها وهو يعرف أنها رديئة ، فيجيبك : المهم أنها رخيصة !.
للأسف ، هذه حال النسبة العظمى منا نحن المواطنين الذين يتلاعب التجار الكبار بموادنا وأسعارها ، والذين لايرون فينا غير فرصة للكسب السريع والربح الفاحش، مستغلين ضعف الإجراءات الحكومية لضبطهم وردعهم وحمايتنا من براثنهم.
وأتمنى من كل قلبي أن أكون واهماً أو مخطئاً !.
محمد أحمد خبازي