نبض الناس
…..
.. ومازاد في الطنبور نغمًا ، رفع أجور الاتصالات الثابتة والجوالة ، وكأن المواطن يرتع في خير عميم ، ويعيش في بحبوحة مادية يُحسد عليها ، ولا يتعب ويشقى في تأمين اللقمة لأسرته ، حتى تحل على رأسه هذه الكارثة التي تزيده شقاءً وتعبًا !.
فهذا القرار كشأنه من القرارات العجيبة الغريبة ، غير مناسب لا بتوقيته ولا بقيمته .
فهو لم يراعِ ظروف السواد الأعظم من الناس والفئات المجتمعية المنهكة بالغلاء الفاحش والتضخم وضعف القدرة الشرائية ، وإمكانية تأمينها الحدود الدنيا من طعامها وشرابها ودوائها ، ونعني الموظفين بالدولة والمتقاعدين ، والطلاب ، والعساكر ، وغيرهم من الفئات الضعيفة والأشد فقرًا ، التي لا يمكنها الاستغناء عن الاتصالات ، التي تستخدمها في تواصلها مع أسرها وأبنائها لتفقدها والاطمئنان
عليها ، وليس لإبرام العقود وعقد الصفقات التجارية بالقطع الأجنبي !.
كان يفترض استثناء تلك الفئات الضعيفة من قرار رفع أجور الاتصالات ، واقتصاره ـ إذا كان لابد من رفعها ـ على فئات رجال المال والأعمال ، وكبار أصحاب المداخيل والفعاليات الاقتصادية التي يدر عليها عملها الاقتصاري ملايين الليرات باليوم ، والقادرة على تسديد فواتير اتصالاتها مهما تكن مرتفعة من دون أن يرف لها جفن .
كان ينبغي أن يشمل هذا القرار الزبائن الذهبيين فقط ، لا المنتوفين الذين لا حول لهم ولا قوة مادية .
وما دام القرار قد صدر وسيصبح نافذًا من بداية الشهر القادم ، ينبغي للحكومة التي باركته ، أن تصدر قرارًا آخر توازي فيه بين مداخيل المواطنين المنهكين ونفقات معيشتهم اليومية التي جعلتهم تحت خط الفقر بألف وألف شخطة !.
لقد رفعت أجور وبدلات كل الخدمات العامة ، وأسعار كل المواد التي يحتاجها المواطن ليأكل ويبقى على قيد الحياة فقط ، ولكنها لم تبادر لتحسين وضعه المعيشي كما وعدت مرات ومرات !.
محمد أحمد خبازي