على ضفاف العاصي : عُمّال بلادي …


من أكفّهم الطيبة تُزهر فيافي العمر سنابلَ خير ، ومن كدّهم وسهرهم تزدهي الحياة عطاء ًوأمل …
وحدهم عمّال بلادي يعطون حيث للعطاء معنى ، وللبناء ألف شكل ِ ولون …وحدهم عمّال بلادي يصلون الليل بالنهار ليعلو البنيان وتترسخ الصروح ..يستيقظون مع الصباحات الأولى وعيونهم ترنو إلى المعامل والمصانع والورشات ، والتي تحتضنهم لعقود بكل الألفة والود …يأسرهم هدير الآلات وعجلات الإنتاج التي لا تتوقف وهم يبذلون قصارى جهدهم لتأمين كل مستلزمات المجتمع ..
بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي خلّفتها الحرب الكونية على سورية بقي عمال الوطن كالطود ، حموا بصدورهم العارية معاملهم والآتهم ،حموها بأجسادهم ، سيجوها بالمُقل وأهداب العيون ،وقفوا مع جيش الوطن ، صمدوا وثبتوا وانتصروا …استمروا في العمل ، ضاعفوا الإنتاج وأثبتوا للعالم أن عمّال سورية بمختلف القطاعات العام والخاص والمشترك هم الأوفياء ، الأنقياء ، لا تهزّهم ريح مهما إشتدت ، لانهم من هذه الأرض الطيبة التي رويت بدماء الشهداء فأزهرت مجداً وعزٍة وكبرياء …
عمّال بلادي رمزٌ للعطاء بأبهى صوره وأبهى تجلياته ، كانوا وما زالوا وسيبقون بوصلة التحدي التي وجهتُها التي لا تحيد ..وطنٌ قويٌ معافى ، خيره ورغيف خبزه من أيدي أبنائه ، ولأنهم كذلك تستمر مسيرة البناء ، مسيرة العطاء ، مسيرة الإعمار بسواعد عمال الوطن ، السواعد المفتولة التي تدافع وتبني في كلّ الميادين .
في عيد العمال ننثر الأزاهير على جباهكم أيها العمال ، نستمد من صبركم وإرادتكم ما يجعلنا أقوى في مواجهة كلّ الصعاب ، لا تثنيكم مصاعب او غلاء او حصار أو أي ظروف معيشية قاسية لأنكم آليتم على أنفسكم أن تكونوا الرجال الأوفياء لوطنكم ومبادئكم ومعاملكم التي وهبتموها أجمل سنين العمر .
في عيد العمال نشدّ على أياديكم التي تعمل بجد ٍ وإخلاص ، تعمل دونما كلل ٍ او ملل لأنكم البناةُ الأوفياء ، عمال سورية عنوان ُ العزة والكرامة والإباء …
كل عيد عمال وانتم بخير
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار