نهر البطولات !

نبض الناس
…..
من 6 أيار 1916 إلى يومنا الراهن ،  ونهر البطولات السورية لم يجفُّ ولم يتوقف عن التَّدفاق ، بالشموس التي نذرت ضوءها للوطن ، وتجذَّرت فيه بيارق عزٍّ وجوريَّات حرية وغار إباء .

ومن البطش العثماني في ذيَّاك التاريخ المدلهم بالاستبداد والقمع وكتم الأصوات الحرة وتمزيق البلاد وشرذمة العباد  ، إلى يومنا الراهن أيضًا ومابينهما من استعمار فرنسي واحتلال إسرائيلي ، كان العدو واحدًا ، والهدف واحدًا ، والأسلوب لتحقيقه ذاته ، وإن اختلفت الأدوات لاختلاف الظروف وتطور العلوم والمعارف التي سخرها العدو للقتل والتدمير .

ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا الراهن أيضًا وأيضًا ،  لم يستكن السوريون للعدو الباغي ، ولم يرضخوا لمشيئته في فرض الذل والهوان ، ولم يجعلوه يستقرُّ في أرضهم ، أو يهنأ له المُقام في ربوعهم .

لقد أشعلوا الأرض من تحته ، وفجَّروا براكين الثورة بوجهه ، وتقحّموا لجج النار ليحرقوا بها المحتل مهما يكن اسمه ونوعه ، غير هيَّابين من بطشه ، ولا بفتك عتاده الحربي العدواني المتطور ، ولا من جبروته وغطرسته واعتداده بالقوة التي يمتلكها .

وبالتأكيد ، الشعب الذي سطَّر البطولات الخالدة ، وحقق الانتصارات المذهلة على قوى الشر والطغيان ، بإيمانه بقدرته الخلَّاقة على اجتراح المعجزات في الدفاع عن أرضه وحقه بالحياة ومستقبل أجياله ، قادرٌ على إبداع انتصارات أخرى على العدو الإسرائيلي ، بما يمتلك من إيمان وقوة وقدرة على التضحية والفداء كرمى لعيني الوطن .

وفي سنوات الحرب  الجهنمية التي شنتها قوى الاستكبار العالمي الطاغية الباغية على بلدنا ، بأدوات إرهابية محلية ووافدة ، وسخَّرت لها كل ما يمكن تسخيره من مال وعتاد وإعلام ، لم يرضخ السوريون ولم يستكينوا ، ولم ترهبهم قوة الأعداء الذين تآلفوا بحكم المصالح والأهداف ، و تكالبوا للنيل من أرضهم وعزتهم ، ولم ترعبهم خفافيش الظلام التي استماتت لنشر سوادها هنا وهناك  ، بدعم عسكري ومالي لا قبله دعمٌ ولا بعده.

لقد أفشل السوريون كلَّ المخططات العدوانية ، وكلَّ مشاريع الاستسلام المُهينة ، بالبطولات الأسطورية التي كتبوها بالدم ،  بتضحياتهم العزيزة التي ستبقى أمثولاتٍ ساطعةً على مرِّ التاريخ للفداء .. فداء الوطن ليبقى حرًّا عزيزًا ، تضحياتهم التي حققت الانتصار في أعتى  وأشرس حرب كونية بين الحق والباطل ، بين العز والخنوع.

الانتصار الذي قال عنه الرئيس الأسد : « لم يكن للانتصار أن يتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح.. منهم تعلمنا ، وما زلنا نتعلم ، معاني البطولة والتضحية والثبات.. ومنهم نستمد القوة والقدرة ،  وبعظمتهم ووطنيتهم صمد الوطن..»

المزيد...
آخر الأخبار