نبض الناس : جولات المسؤولين بالامتحانات !


إذا كانت الجهات المعنية بالامتحانات العامة ، حريصة فعلًا على توفير أجواء هادئة ومريحة للطلاب كما تؤكد دائمًا وأبدًا ، فينبغي لها أن تخفف جولات المسؤولين بالمراكز والقاعات الامتحانية ، وأن تحصر مهام مندوبي وزارة التربية بمتابعة واقع الامتحانات وسيرها وفق الخطة المقررة ، من خلال رؤساء المراكز والمكلفين بالمراقبة ، لا من خلال مباغتة الطلاب بقاعاتهم واستجوابهم أو تفتيشهم !.

فكل ذلك من شأنه نسف زعمها بالحرص على الأجواء المريحة للطلاب الممتحنين ، ويبدد تصريحات المسؤولين بهذا المجال ، ويلاشي الطمأنينة التي يجب أن تسود القاعات الامتحانية .

وباعتقادنا لا يتحقق ذلك بجولات المسؤولين في القاعات ، أمام عدسات المصورين ، فأي اطمئنان ذاك الذي يشعر به الطالب ، وفوق رأسه وحوله المسؤولون بمختلف درجاتهم ، وأي راحة نفسية توفر له في الضوضاء التي تحدثها تلك الجولات ؟.

بل السؤال الأهم ، ما الغاية من تلك الجولات غير التصوير ، وماذا يمكن للمسؤولين أن يقدموا للطلاب الممتحنين في جولاتهم المكوكية ؟.

وإذا كانت غايتهم المتابعة حقًّا ، فما هو عمل رؤساء المراكز ، وإذا كان هدفهم المراقبة فما هي مهمة المراقبين إذًا !.

وبالتأكيد إذا كانوا يرغبون بمعرفة واقع الأسئلة وتفاعل الطلاب معها ، فيمكنهم بكل بساطة لقاء الطلاب على أبواب المراكز بعد تقديم امتحاناتهم وعند خروجهم منها ، فالاطمئنان على الطلاب ينبغي أن يكون بعد تقديمهم امتحاناتهم بكل مادة ـ على سبيل المثال ـ لا قبل أو أثناء الامتحانات !.

ولماذا هذا الكم الكبير من المسؤولين الذي نراه بشكل شبه يومي في المراكز الامتحانية ؟.

وبالطبع نحن هنا ، لا نعترض على الرسائل الإعلامية التي يرغب المسؤولون إيصالها للناس من خلال زياراتهم التفقدية ، لأي مرفق عام أو خاص أو لأي قطاع ، بل من حقهم ذلك ، وإنما نعترض على الاستثمار غير الأمثل للإعلام ، وتوظيفه بشكل سيئ وفي غير زمانه ومكانه المناسبين .

فنحن نعرف أهمية الإعلام في إبراز نشاطات واجتماعات وقرارات المسؤولين ، وندرك أنه ضرورة قصوى للتفاعل مع قضايا الناس وهمومها ورؤاها ، ولهذا نؤكد هنا على استخدامه كأداة تحبب الناس بالمسؤولين لا تنفرها منهم !.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار