نماذج شعريّة … ؟!

على ضفاف العاصي …

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الأزرق ، ظهرت بشكل سريع ومتسارع منتديات وملتقيات ولقاءات وصالونات وتجمعات ومنابر ادبيّة وثقافية و…….. ….
ومن خلالها بتنا نقرأ وبكثير من الأسف و الأسى والحزن كتابات تثير الاشمئزاز والقرف ، ويطلق عليها أصحابها تسميات عديدة بعيدة كل البعد عن الشعر والأدب …وتشفق على أصحابها لما يكتبوه ويتحفوننا به على حدّ زعمهم ..؟!
قليلة هي الكتابات التي تستحق القراءة والتأمل والمتابعة ويُشكر اصحابها على إبداعهم وحسّهم الأدبي والجمالي ، والتي تشكّل إضافات رائعة ومفيدة تساهم في التواصل وتبادل الآراء والأفكار مما يعزز المعرفة بثقافتنا وتراثنا الحضاري ولغتنا الام ّ التي ينبغي ان نتقنها ونحافظ عليها ونعزز مكانتها في عقول الناشئة .
ثمّة مشاركات ومساهمات سواء أكانت شعراً أم نثراً أم لوحات فنيّة ، ام……تُنشر عبر ملتقيات ولقاءات ومنابر ونوادي أدبيّة ، يبدو من العنوان أنّها تهتم بالأدب والشعر واللغة ، لكن في الكثير منها ضعف واضح سواء في اللغة أو العروض أو النحو أو تشتت في الأفكار والجمل والصور و……؟!
وفي الوقت ذاته تجد التعليقات تبارك لهذه الأعمال الهزيلة وترفع من مقامها ، وتطلق الألقاب البرّاقة على أصحابها .. وكم اشتهيت وتمنيت من الكثير من المسؤولين والمشرفين -مع انهم يحملون ألقاباً لم يحملها عميد الأدب العربي طه حسين – أن يشيروا ولو لمرة واحدة إلى الأخطاء الإملائية والنحوية في الكثير من الكتابات ، لكنهم استمروا في المديح للمخطىء وصاحب الأعمال الهزيلة المرتبكة الخالية من اي مضمون ..
هناك الكثير من المشاركات والمساهمات تُنشر كما هي ، أو كما يُقال على عواهنها ، فيها ضعف وفيها أخطاء نحوية وإملائية لا يمكن للقارىء العادي قبولها ؟! فكيف ممن يضعون أنفسهم في خانة الشعر والكتابة والفن ؟!
يشعر معها القارىء بالحزن والألم والقرف ،وهو يتصفح هذه القصيدة أو المقطوعة النثرية وفيها عدّة اخطاء إملائية و نحوية و….؟!
من خلال متابعتي لما يُنشر في هذه اللقاءات والملتقيات ساورد نماذج (شعريّة) مما يُنشر ونترك للقارىء والمهتم الحكم عليها ..
كيف لنا أن نقرأ ونبرّر لشاعر ٍ يكتب (بأن في يداك قضائي -ولكنك لا تفقهين شيء ) او ( فقد أغلقت باب من قبل )
وكيف نبرر لشاعر ٍ آخر عندما يكتب (الداكن في عيناك وأيامي )
ولشاعرة اخرى كتبت (أتى محمل بهدايا ..-ذقنا فيها حزن بل أحزان )
وفي نص شعري لدكتورة شاعرة ورد خمسة اخطاء مثل (أثار شجون -فإذا بمهجتي ولقاءه – من وجنتاه -لا أجد الحب صحيح – فيغني لحن للتخفيف )
و( نقّليني يا فتاتي بين عيناك )
أو ( قلت ُ لها قلبي لكي فداء )
او (لا أملك شيء ينصفني – ودعت زماني ولم يبقى )
أو ( فإن كنت القمر بعيناك )
وغيرها من امثلة غير مقبولة وتشكّل نشاذاً يجرح العين والأذن …
نحن اليوم في متاهة حقيقية مع ( التفقيس) السريع للشعراء دونما ضوابط أو معايير لهذا الملتقى أو ذاك …؟؟!!
لا يوجد أي حسيب أو رقيب او متابعة مع أن تلك الملتقيات فيها من الألقاب ما يكفي ويزيد . ؟!
كفى استهتاراً بالشعر …كفى استهتاراً باللغة والتي تتألم مما يمارسه البعض بحقها تحت عناوين الأدب والشعر زوراً وبهتاناً…؟!

حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار