هكذا وبكل بساطة ، تأتيك رسالة نصية تعلمك باستلام مخصصاتك من السكر والرز ، من أي صالة للسورية للتجارة التي حددتها أنت مسبقاً من حيث قربها من بيتك أو موقع عملك.
ويمكنك استلام مخصصاتك خلال 48 ساعة من ورود الرسالة ، من غير أن تقف بطابور طويل أو تتلقى دفشةً من هنا أو ركلةً من هناك ، ومن غير أن تدفع أي مبلغ إضافي لأي معتمد أو شخص.
لقد قضت هذه الطريقة الجديدة بالتوزيع على كل ذلك ، والأهم أنها فوتت على المستفيدين من الأزمة ــ أي أزمة ــ فرصة الإفادة واستغلال حاجة الناس والتربح على حسابهم.
لذلك ترى اليوم أكثر المنتقدين للبطاقة الذكية هم الفاسدون الذين لم يعد بمقدورهم الاستفادة من المواد التي توزع بموجبها.
إذ لم يعد باستطاعتهم الاستفادة من أزمة الغاز ، ولا من المتاجرة بالأسطوانات المنزلية بالسوق السوداء ، ولا التلاعب بأسعار السكر والرز ، فقد تضررت مصالحهم وقطعت البطاقة عنهم سواقي الارتزاق من وجع الناس ومعاناتهم .
وبالتأكيد إذا كان ثمة ملاحظات على آلية التوزيع ــ وحتماً هناك ملاحظات ــ فيمكن معالجتها ، وخصوصاً فيما يتعلق بضرورة توفير أكياس نايلون للمواطنين بصالات السورية للتجارة ، بدلاًمن أن يحمل المواطن أكياسه بيديه.
ويمكن اختصار مدة استلام أسطوانة الغاز المنزلي بما يوفرها للمواطن بالوقت المناسب ، إذا ماتوافر الغاز السائل بما يلبي حاجة الناس.
هكذا وبكل بساطة يمكن للبطاقة الذكية أن تحل الكثير من مشكلات توزيع موادنا الأساسية ، إذا ما أحسنا استخدامها.
محمد أحمد خبازي