جولات ..لضبط الغلاء !

نبض الناس..

على مدى الأيام القليلة الماضية ، شهدت مدن المحافظة جولات إعلامية لمسؤولين ولجان شكلت من الوحدات الإدارية ، لتفقد الأسواق وضبط فلتان الأسعار ومخالفات التجار والباعة ، بعد الهبة السعرية الأخيرة التي طالت كل المواد الغذائية وغير الغذائية ، مع إصدار زيادة الرواتب والأجور للعاملين بالدولة والمتقاعدين في منتصف آب !.

والمتابع لهذه الجولات يرى أن الغرض منها إعلامي فقط ، على مبدأ « شوفوني ما أحلاني وشو ظريفة ألواني وأنا عم أتصور بالسوق » ، فلا المسؤولون قادرون على ضبط فلتان الأسواق ، ولا اللجان باستطاعتها تخفيض الأسعار !.

وباعتقادنا حتى وزارة التجارة وحماية المستهلك غير قادرة على تخفيض الأسعار لتناسب مداخيل المواطنين الشهرية ، مهما حاولت ومهما سخَّرت من إمكانات مديرياتها بالمحافظات ، ومهما نظمت دوائر حماية المستهلك فيها من  ضبوط بحق المخالفين ، واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية بموجب المرسوم رقم 8 للعام 2021 .

فالأمر برمَّتِه وتفاصيله أكبر من ذلك بكثير ، وله علاقة مباشرة بتثبيت سعر الصرف بالسوق الموازي ، ومعالجة التضخم المتنامي والمطَّرد ، وردم الفجوة السحيقة بين حجم الإنفاق والأجور .

وضبط الأسواق وتخفيض الأسعار وتأمين المواد للمواطن بسعر يناسب قدرته الشرائية ، لا يُحلُّ بجولات إعلامية الهدف منها التقاط كم صورة في سوق شعبي ، وفي محال الباعة وبين المواطنين !.

وإنما بإجراءات عملية حقيقية ، لتسهيل عمل الصناعيين والتجار ، وتوفير الشروط الضرورية لبيئة عمل إنتاجية ، يُراعى فيها تخفيض التكاليف ، وعدم استنزافهم جمركيًّا وضريبيًّا ، وتشجيع الاستثمار والمستثمرين بحزمة إجراءات واقعية ترغبهم بالاستثمار في البلد لا تطفشهم منه !.

وبدعم الفلاح في أرضه وعمله وإنتاجه وجني محصوله ، دعمًا حقيقيًّا فاعلًا ، لا بإيصاله لنص البئر وقطع الحبل فيه !.

وبتحسين ظروف المواطن المعيشية ، تحسينًا منطقيًّا لا بزيادة أسعار مستلزماته الحياتية الضرورية ، وأدويته وأجور تنقله ، التي تسحب الفعالية  من أي مساع حميدة لإنقاذه من ضيقه !.

فالتصوير بعمره ما حلَّ مشكلة ولن يحلَّ ، والاستعراض بالأسواق والمحال التجارية وأمام البسطات ، له نتائج عكسية أهمها سخط الناس التي ترى في تلك الحركات الإعلامية غير الموفقة  ضحكًا على لحاها !.

فبماذا تنفعها صور المسؤولين إذا كان الغلاء الفاحش يطحنها على مدار الساعة ويحرمها من أدنى مستلزمات حياتها ؟!.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار