نبض الناس : أين الحكومة…!

    تشكل منحة الـ 50 ألف ليرة للعاملين بالدولة والـ 40 ألف ليرة للمتقاعدين  ، بحصةً تسند جرة حياة المواطنين الذين يكتوون بنار الغلاء الفاحش  ، الذي اشتد اضطرامه بعد قرارات الحكومة الأخيرة برفع أسعار المازوت الصناعي والبنزين المدعوم وغير المدعوم  !.
   فهذه المنحة على أهميتها تصرف لمرة واحدة فقط  ، بينما الغلاء مستمر  ، والأسعار  تمتصها ولو كانت  عشرة  أضعاف   ،  وهي تعين العاملين بالدولة بكل فئاتهم وأنواع وظائفهم والمتقاعدين أيضاً خلال الشهر الذي تُصرف فيه  ، فماذا عن بقية الأشهر الأخرى  ؟.
   بالمنطق  ،  ينبغي للفريق الاقتصادي بالحكومة ردم  الهوة  السحيقة بين أجور العاملين بالدولة ومتقاعديها  وأسعار المواد الأساسية والضرورية لحياة المواطنين اليومية  ،  وتحقيق توازن طبيعي بينهما بحيث يتمكن  المواطنون من توفير متطلباتهم اليومية من دون مشكلات  مالية ونفسية كما هو راهننا منذ سنوات طويلة !. 
  وبالتأكيد ذلك ليس أمراً صعباً ولامستحيلاً  ، رغم كل ظروف الحرب والحصار والعقوبات ، وكل المبررات التي أمست مشجباً علقت الحكومات السابقة وتعلق عليه الحكومة الحالية  ، تقصيرها وفشلها بإدارة الأزمات المتلاحقة التي حاصرت وتحاصر المواطن  فقط.
  فلو نفذت الحكومة ـ أي حكومة ـ  التوجيهات الرئاسية بتشجيع الزراعة ، ودعم الصناعة لتجاوزت كل المصائب التي نعيشها.
  فدائماً كان السيد الرئيس بشار الأسد يوجه الحكومة نحو هذه الغاية وهذا الهدف  ، وفي كلمته التوجيهية للحكومة الحالية شدد سيادته على أن أهم طريقة لمواجهة الحصار هي دعم الإنتاج بشكل عام  ،  لكن من البديهي أن الزراعة تأتي أولاً في سورية..
   إضافة إلى توفير الدعم لكل الصناعات التي تدعم الزراعة  ،  وأن نركز على دعم كل صناعة أو خدمة تزيد من القيمة المضافة للمنتج الوطني.
   وتكريس الاعتماد على الذات بدلاً من الاعتماد على الغير  ،  وتكريس ثقافة الإنتاج على حساب ثقافة الاستهلاك التي سادت في مرحلة ما قبل الحرب.
  فأين الحكومة من هذه التوجيهات  ، وهل قراراتها الأخيرة برفع أسعار المشتقات النفطية تدعم الزراعة والصناعة  ،  وتعين المواطن على ظروفه المعيشية التي لا يمكن لقواميس اللغة وصفها  ؟.
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار