لا يريد المواطنون أن يكون شتاؤهم دافئاً بالكهرباء ، كما بشرتهم بتلاشي هذا الحلم ، وزارة الكهرباء قبل أيام قليلة ، فهم لم يعتادوا الدفء منذ سنوات طويلة ، ولايريدون استخدام الكهرباء للتدفئة ، فذلك فوق طاقتهم المادية ، وهم بالكاد قادرون على توفير مستلزمات الحياة البسيطة من طعام وشراب ، فما بالكم بتسديد فواتير نارية !.
بل كل مايريدونه من الكهرباء ، الحد المقبول الذي يمكنهم من الرؤية بالليل ، كيلا يتأثر بصرهم من الظلام الدامس ، ومن تنفيذ بعض الأعمال المنزلية ، التي لا يمكن القيام بها من دون كهرباء.
فالاعتماد على الكهرباء بحياتهم لم يعد هدفهم ، والتمتع بها كحق من حقوقهم العادية والطبيعية ، كسائر خلق الله ، لم يعد غايتهم أو من أمنياتهم.
فهم يعرفون واقع المنظومة الكهربائية ، ويقدِّرون ظروف البلد ، ويلتمسون الأعذار لوزارة الكهرباء ، بعدم قدرتها على تلبية حاجتهم من الطاقة.
بل كل مايريدونه الالتزام ببرنامج تقنين مقيت محدد ، تلتزم به الوزارة من دون أن تسبب لهم أضراراً مادية ونفسية !.
وقد ارتضوا أن يكون برنامج التقنين 4 ساعات قطع وساعتين وصل ، ووطدوا أنفسهم على أن يكون بالقريب العاجل 5 ساعات قطع وساعة واحدة وصل ، ولكنهم يأملون ألاَّ تختفي الكهرباء بوقت وصلها ، اختفاءً كلياً أو جزئياً !.
فهل ثمَّة قناعة أروع من هذه القناعة ، وهل ثمة مواطن أروع من المواطن السوري العظيم ؟!.
محمد أحمد خبازي