/ وراء الــبــاب /

يُخـيّـلُ إلينا أن السنة وراء الـبـاب محنيةَ الظهـر كما كانت جارتُها في سُبحة السنين المنصرمة بحمولتها التي رمتـنا بها مع قليلٍ من حبات السكر التي لم نكـد نلتقطها حتى ذابـت تحت لسان الاحتفال بها .
ويُخـيّلُ إلينا ،ونحـن نسافـر دون أن نغادر أن الأعـياد كما كانت تمرُّ سابقاً ستمر بعد قـليل مع تعديل بسيط بعبارات التهنئة
كأن أقـول مثلا للطريق الواصل بين الذاتي والموضوعي بين الزيتون وزيته / أتمنى لكما العمر المديد / ولعامل المياه المبتسم دائما /كن بخير حين تمطر السماء واذهـب إلى نشاطك اليومي في جمع نجوم الصيف القادم /.
وللكلب الذي يحرس دجاجات أمي أقول له :
سأخفف لك وجبتك اليومية ،أو اذهب ،واصطد في الأحراش /.
يُخيّلُ إلينا أن السنة وراء الباب والمشي هذه المسافة القصيرة صوبها يحتاج إلى دعم معنوي يومي كـــ طبخ طنجرة قمح مع ديك بـلـدي، أو كـبة بسلق ، ولا مانع من رشة فلفل تدفئ أصابع الذين يموتون من البرد ،ويحلمون بنار المدافئ تعود إلى سابق عهدها .
أشياء كثيرة تدور في الخيال لا سيما في خيال امرأة جبلية تحمل الغيم والمطر أينما حـلت .
السنة وراء الباب مثلها مثل الامتحان وجه الشبه بينهما أنهما
قد يركلان قدمي تفاؤلك فتعود لتجلس في زاوية المقهى و من جديد تحلم بعجلات القطار تدوسك أو أنت تدوس فوقها وتقفز للأمام .
وراء الباب أم أمامه سيان فأنت اعتدت على الكسل تحملُ صرة أحلامك فوق ظهرك ،وتوغل في تكرار جملك الإنشائية في كل مناسبة، ثم تزم شفتيك مثل هــرٍّ تكذب الكذبةَ ، وتصدقها ،وتبدأ بشرب حليب التضخم تسبق بتضخمك تضخم سعـر الأحذية البلاستيكية والسنة وراء الباب تمد لسانَها استهزاءً تارة وتارة من فـرط النعاس .
أأنت جادٌ في صراعك مع ذاتك ! ذاتـك التي تواضعت كثيراً فمرَّ عليها التاريخ ولم تلمه لأنه لم يعرها أدنى اهتمام بل تركها مخضرمة بين ألف عصر تعصر الحصرم وتبيعه كـــ ليمون ، فتضربك الصاعقة وأنت تركض تحت مظلة تقيك جنون العالم الباحث عن خلاص .
أأنت جاد في سؤالك اليومي عن الأعياد القادمة ،والقبعة الملونة! وأنت تدرك جيداً كم تحتاج من الصوف لحياكتها ،والصوف على ظهر الخـروف والخروف مريض بنزلة بـرد أفـقـدته صوفه فأصبح كالصوص المنتوف والسنة وراء الباب ووراء الباب أسرار تكسرُ أضلاعَ من يكيدون لك وينصبون المواقف .
نصره ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار