إبداع_جديد .. ليلى مقدسي . . . هو .. هي .. والشجر .

ـ إنها مجموعة أخرى من روائع الشاعرة ليلى مقدسي شاعرة حلب ..بعد عدة أعمال لها تتألف المجموعة من ( 96 ) صفحة من القطع المتوسط يضمها غلاف جميل أنيق .. عنوان الكتاب ( هو .. هي .. و الشجر ) الكتاب صادر عن دار الرضوان للنشر في حلب يحتوي كتاب الشاعرة الأدبي .. ثلاث خمائل أدبية وارفة .. أوراقنا للشجر .. أوراق من شجر الحب .. أوراق زرعها الفكر . تحمل هذه الأوراق مواضيع مختلفة . في المعنى و المبنى .. حوارية ـ خواطر ـ أقوال و نصوص أدبية لأدباء و شعراء ـ و مفكرين و أنا أقتطف من كل خميلة وارفة بعض الأغصان المزهرة التي دونها قلم الشاعرة الراعف ..
ـ الشاعرة ليلى مقدسي في مقدمة كتابها حدثت الشجرة و أوراقها ، كتبت رسائلها الصوفية و الوجدانية على كل غصن وورقة و نوع من الشجر فالشجرة عند الشاعرة هي ذاتها بعطائها المستمر ووحدتها الصعبة التي تعيشها .
ـ قالت الشاعرة :كلمات رومانسية عذبة الألفاظ ..( ص 8 ) إن أعظم تجارب الحب و أنبلها تجربة الشجرة.
تتعرى خريفاً ..
تبكي شتاءً ..
تبتسم ربيعاً ..
تحترق صيفاً ..
ـ ثم حدثت الشاعرة الشجرة و كأنها تحدث نفسها فقالت :
أنت جميلة و لغتك العطاء .
أنت محبة دائماً و إن تغيرت الفصول
لماذا لا نُجبل بأعراقك و نكون مثلك ..؟
ـ ثم حدثت الشاعرة الشجرة و كأنها تحدث نفسها فقالت :
في فضاء من التأمل العميق ندخل مع الشاعرة خمائلها الأدبية ..
ـ الخميلة الأولى : أوراق الشجر ( ص 23 ) .
كتبت الشاعرة :
أنا أعترف لعينيك إني أحبك ، إنما كنت تخالج قلبي برغاء صوفي و لهّ فعلى أوراقه دونت أحلى كلمات الحب و الوفاء ـ لأن الشجرة لا تنتهي فهي حدائق العمر أزرع أوراق محبتي … تذبل ثم تحيا من جديد .. الحب حالة الاستمرار .. هكذا تبقى الشاعرة أسيرة لغة عذبة وصور واضحة القسمات .
ـ الخميلة ثانية :
أوراق من شجر الحب . ( ص 49 ) .
قالت :
لكَ ..
ناديت باسمك مدى الفجر ..
ناديت باسمك .. همسات المساء ألوانية
مداد صوفي متناغم مع دقات قلبك
و بقيت وريقاتي في عفرة صباها تثمر تويجة بزهر الحرف المثقل بالنجوى و غيومي تبدل ألوانها ، و نغمس شريط الروح بزرقة المدى ..
لك زنبقة الوعد مضفورة بأوراق سرية الأحاسيس ، و قلبي صامت كبريق يغيب .
هكذا نثرت الشاعرة أوراق عشقها الوفي على أوراق الشجر لأنها مؤمنة بأن الطبيعة هي وحدها الباقية لا تفنى .
آخر خمائل الشاعرة خميلة زرعها الفكر الأدبي ـ أوراق زرعها الفكر ( ص ـ 63 ) .
أوراق كثيرة .. و آراء في الحب .. و الفكر ، و الثقافة جمعتها الشاعرة و نسقتها في نصوص تثمن فكر القارئ لها ..
يخرج القارئ من كتابها ليدخل مع ذاته في فضاء رحب القلب ذائب مع الورق حيث تذوب الكتابة دمعاً و حبراً ..
كتبت الشاعرة كلمات اختزلت كل مادونته في كتابها أليست الطبيعة نقطة تماس بين الإنسان و المجهول ..
و الشعر صلاة روحية حين يندمج الخيال مع الطبيعة ، و منها مغذى الأفكار و العواطف و التأمل .. و لو فني النوع البشري لراحت الطبيعة تراقب ذلك بصمت .
جاء كتابها بانوراما متميزة جميلة أتقنت فيها الشاعرة فن الأدب بكل أجناسه و أنواعه ، فالكتابة مهما تنوعت موضوعاتها . و مهما اختلفت أوراقها و إيقاعاتها فإنها تبقى نابعة من الوجدان و من الإحساس .
ـ الشاعرة ليلى مقدسي في سطور :
الشاعرة .. زهرة ندية عرشت و مازالت تعرش بأريجها على صخور الواقع القاسية إنها في زمن البوح لأنه حب خارج الحب و زمن خارج الزمن ..
للشاعرة نتاج أدبي و شعري وفير فهي أثمنت مكتباتنا الثقافية بإبداعها الشعري .. أذكر منه و قد صدر لها حديثاً : ( رسائل وصلت ـ لغة الجمر ـ نصوص حلولية ـ لفيروز مهجة الشعر ـ أوراق المعرفة ـ و آخر أعمالها : هو ـ هي ـ و الشجر ) .
اعداد :
رامية الملوحي

المزيد...
آخر الأخبار