بحثَ في برادِ منزلِه عن شيء يأكلُه فلم يجدْ شيئاً.
وقفَ بجانب النافذةِ المطلةِ من بيتهِ في الطابقِ الخامسِ
على الشارع ، ومنازلِ الجيران ، وراحَ يراقبُ المارة .
حلقتْ عيناه في السماء ، فاشتهى غيمةً بيضاءَ ، وتخيلَها عجلاً خاصةً عندما تداخلتْ بها غيمةُ سوداءُ .
ثم نظرَ للأسفل ، فرأى شاباً بيده صحنُ برغل ، وفوق البرغلِ فخذُ فروج ،وبعضُ السّفن .
قالَ:
يا سلام يكادُ يدخلُ البنايةَ إنه أحدُ الجيرانِ من فاعلي الخير ،وأنا متأكدٌ أنه يحملُه لي فلا يوجدُ أحدٌ غيري في البناية المرتفعةِ ، وجاري الوحيدُ في الطابقِ الثالث قد ذهبَ إلى قريتِه ،وتركَ كلباً مربوطاً في شقةٍ غيرِ مكتملةِ البناء في الطابقِ الثاني .
ركضَ مسرعاً ، و أحضرَ قماشةَ الطعامِ هكذا يسميها ،
فهو يفرشُها على الأرض ، ويضعُ الطعامَ عليها كي لا يشرشرُ على الأرض.
فرشَها ،ووضعَ الخبزَ، وفحلَ بصلٍ بجانبه ، وانتظرَ أن يُقرعَ البابُ.
مرتْ حوالي خمسُ دقائقَ ، ولم يصلْ الشابُ ، فوقفَ على طرفِ النافذةِ ، ونظرَ مجدداً ، واذ بالأخِ فاعلِ الخيرِ يخرجُ من مدخلِ البنايةِ ، والصحنُ فارغٌ لم يعرفْ ما حصلَ ،
فلملمَ قماشتَه ، أحضرَ رغيفَ الخبزِ ، راحَ ينظرُ باتجاه العجلِ ،ويغمسُ الخبزَ بالهواء .
عبد اللطيف ابراهيم