قام القائد المؤسس حافظ الأسد طيب الله ثراه بالحركة التصحيحية المباركة في ١٦ تشرين الثاني من عام ١٩٧٠ منطلقا في تعامله من الواقع من رؤية علميةمنهجية ربط بين الذات الثورية والوعي الشمولي والواقع القائم، فقد كانت الحركة التصحيحية نقطة تحول تاريخية في مسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي ونوعية نضاليه قامت ضمن ظروف داخلية وعربية صعبة، حيث حرب حزيران عام ١٩٦٧ م والعدوان الصهيوني ورحيل عبد الناصر رحمه الله هذه تحديات وأخطار مصيرية، وإن منطلقات عمل الحركة التصحيحية هي الوعي المستمر لكل جديد والمراجعة المستمرة وإعادة النظر في الأولويات والقدرة على التكيف مع المستجدات يعني ملاءمة القدرات والإمكانات مع الواقع الجديد. وحدد القائد المؤسس حافظ الأسد دور الحزب ووظيفته والمهام الكبيرة المطلوبة منه مبينا أن حركة الحزب هي حركة التاريخ وحركة الحياة يجب أن تبقى حية بعيدا عن التقوقع والمؤثرات، وكانت الحركة التصحيحية تصحيحا للمسار ومن أهداف حركة التصحيح المجيدة تفعيل القدرات والطاقات ضمن سورية حسب بيان القيادة القطرية المؤقتة لبناء مجتمع الصمود والتحرير من خلال حشد الطاقات الشعبية في جبهة وطنية تقدمية في قيادة البعث العربي الاشتراكي
ووضعها في خدمة المعركة وتشكيل مجلس الشعب وإعطاء المنظمات الشعبية دورها الفعال من خلال الرقابة على أجهزة الدولة وإصدار قانون الإدارة المحلية ومتابعة خطط التنمية الأقتصادية واستكمال الديمقراطية الشعبية ومتابعة تطور القوات المسلحة للقيام بواجبها في معركة التحرير وحشد الطاقات العربية عبر الوحدة والتضامن العربي .
وعلى المستوى العالمي تعميق العلاقات مع الدول الاشتراكية وحركات التحرر العالمي ومع الدول الداعمة لحقنا القومي في استعادة فلسطين والجولان واسكندرون ومن إنجازات الحركة التصحيحية التغيرات الشاملة في الحياة الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وتشجيع الاستثمار وإعادة تنظيم المجتمع وإيجاد صيغ متطورة ومطورة للواقع، وبلورة أنماط جديدة من الروابط تستجيب لأهداف الأمة ومصالح الشعب وقضايا الوطن على قاعدة الوعي والالتزام ومزيدا من الولاء للوطن والالتزام بقضاياه ،وإقرار الدستور الدائم لسورية الذي له طابع قومي وديمقراطي وشعبي تعددي وبهذه المناسبة العزيزة على كل الشرفاء من شعبنا نتقدم بالتحية والاحترام لشعبنا الصامد وجيشنا الباسل ولقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد المقاوم الذي ماانحنى للعواصف و الأعاصير وإننا في هذا القطر على موعد مع تحرير كل ذرة من تراب أرض الوطن
هذا الوطن الذي قاتل كل قوى البغي والعدوان من إرهابيين وصهاينة وأمريكان وأذنابهم من الأعراب المنبطحين وكل عام وأنتم بخير يمناسبة ذكرى حركة التصحيح المجيد في عامها الخمسين.
أحمد ذويب الأحمد