من قامات حماةالعلميةوالادبية الشاعر و الأديب الدكتور أنس بديوي
بين الإبداع و البوح و الكتابة العلمية الرصينة تنقّل قلم الدكتور أنس بديوي من مواليد ١٩٧٥؛ إذ قدّمت تجربته على صعيد الإبداع الشّعري ستّ مجموعات شعريّة هي : ( ودق الأصيل ) ، ( طقوس الغياب ) ، ( الوجع الأسود ) ، ( سفر النّبوّة ) ، ( سنابل الملح ) و ( إيقاعها هي ) ، قدّم فيها فلسفة وجود تحكي غربة الروح ، و تحاور وجع الإنسان ، وتنحت مرايا الذات بإزميل نحّات الظلال ؛ فكان نصه مفتوحا على رؤى كونيّة ، تجاوز ما تحسبُه أنه جرمٌ صغير .
تأسس نصُّ البداية عنده على فهم موروث لما هو جيّد الشّعر من رديئه ، وتطوّر الفهم إلى تجربة أشكال القصيدة على تنوعها ، فمن نص إيقاعي كلاسي إلى القصيدة الموزونة على إيقاع التفعيلة ، إلى النص/الكتابة الجديدة ؛ إذ تشف هذه التجارب عن فهم يرى أن الحالة الوجدانية هي التي تفرض شكل القصيدة ، لا بالعكس .
يقول الشاعر :
ماذا سأكتب في رقيم أجنتي
إن جاوز الخيلَ العتاقَ تحمحمُ؟
و بأيّ صوتٍ أصرخُ “الآه” التي
كانت عن الجمر الندي تُترجمُ
هذي جدائلُ أرضعتني صفحةً
من سِفر أجدادي ، و إنّي مغرمُ
( كبرياء المدى ص٤٢ ، سنابل الملح ٢٠١٢)
و في رحلة من( رحلات السندباد) يقول الشاعر :
تعال فقد تركت الباب مفتوحاً
ولم أمسك خيوط الليل
لم أُطفئ مصابيحي
أشدّ الفجرَ
للأجفان
أجمع باقة للنور
أهديها سنا روحي
فهل تعبت خطاك الآن ،
هل فكّرت بالهروب ؟
( رحلات السندباد ص٦٩ ، طقوس الغياب ، ٢٠٠٥)
و لعلّ هذا التّنوع الإبداعي و الانفتاح على ثقافة الآخر ، و لا سيما في ديوانه ( الوجع الأسود ) كان من الدوافع التي مُنِح بسببها جائزة الدولة التشجيعية للآداب عام ٢٠١٦ .
و تجدر الإشارة إلى أن الدكتور أنس بديوي هو أستاذ النقد الأدبي الحديث في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة حماة ، وهو عضو في جمعية النقد في اتحاد الكتاب العرب في سورية .
براء عبدو أحمد