نبض الناس : مخالفات البناء و الرؤوس الكبيرة!

 
    مابين عامي 2012 و 2017  استشرت مخالفات البناء بالمحافظة كما يستشري  السرطان  بالجسد  ،  ولم  تفلح  آنذاك إجراءات  الوحدات الإدارية بمعالجتها  أو  استئصالها  ،  لخشيتها من المخالفين  الكبار ،  وعدم  قدرتها  على  اتخاذ  القرار  بالهدم  والإزالة   ،  ولتواطؤ  بعضها مع  المخالفين  ،  والدليل  مدها بالكهرباء  والمياه  والهاتف  وغيرها من الخدمات  . 
  وهو ما جعل تلك المخالفات أمراً واقعاً  ، واستفاد منها تجار العقارات الكبار  ، والمتنفذون  ،  الذين استغلوا الظروف الأمنية بالبلد ، وارتكبوها بوضح النهار  ، غير مكترثين بقانون  ، وغير عابئين إلاَّ بمصالحهم  الذاتية ومنافعهم الشخصية  .
   باعتقادنا  ،  التصدي لهذا الملف  اليوم على  مستوى  المحافظة  ــ كما في  مشاع  النقارنة  بحماة ــ  هو  ضرورة  قصوى   ،  لمساءلة  كل من له علاقة  بهذا  الفساد  الكبير  ،  وكل  من  ارتكب  مخالفة  ،  أو  سهَّلها  ،  أو  تواطأ فيها  ،  أو  غض  النظر عنها،  أو  استفاد  من مرتكبيها مادياً  ،  أو  من  مدَّها  بالخدمات  العامة  ،  ولإعادة  الهيبة  للقانون  الذي  انتهكه أولئك  المخالفون الكبار أصحاب الرؤوس الكبيرة ،  الذين اعتقدوا في يوم ما  أنهم  أكبر  منه  وأقوى  من  سلطته  ،  وأنهم  فوقه ولا يمكن أن يطولهم  حساب  أو مساءلة  . 
  فمن الضروري  تطبيق  المرسوم  40 لعام  2011  ،  على جميع المخالفين الكبار  ،  من دون  أي  استثناء  ،  وبكل مناطق  المحافظة  ،  حتى لا يظل أولئك المخالفون معتقدين  أن البلد مزرعة  خاصة  لهم. 
     لقد آن  الأوان للجهات المسؤولة أن  تفهمهم  أنهم  واهمون  ،  وأنها قادرة على محاسبتهم مهما طال الزمن  ،  وأن القانون فوق الجميع. 
                محمد أحمد خبازي  
المزيد...
آخر الأخبار