في مثل هذه الأيام من كانون الأول عام ٢٠١٤ رتبت مطرانية الموارنة في دمشق أربعين رحيل صباح … ترددت قبل انطلاقي للمشاركة مع رفيقة دربي وشعرت أنني ذاهب لحفل لا مكان فيه لأمثالي ولما وصلنا وبدأت الصلاة اختلف كل شيء فالكنيسة تكاد تكون خالية لولا الشماس وقتها فراس حكوم واهله ولولانا … كان ذلك قبل ست سنوات… لامني أصدقاء مختلفو المشارب على تكرار اهتمامي بزيارة صديقنا المشترك الفنان التشكيلي والمثقف المرهف غيث العبدالله لقبر عاصي الرحباني التائه بين انطلياس والنقاش واهمال مدافن وادي شحرور وابنتها الشحرورة صباح…قبل ست سنوات… قبل ستة آلاف سنة… عام ١٩٥٩ فريد وصباح وحموي يا مشمش… عام ١٩٦٤ عاصي وصباح ودواليب الهوا … عاصي الذي من انطلياس… وصباح التي من وادي شحرور… ونحن الذين من وادي حماة المسكون بشياطين الشعر…نجدد أسئلتنا مع توديع كل عام… ملوحين لعاصي ومنصور وصباح وفريد بمناديل الحب والصداقة والنور…
د. راتب سكر