نبض الناس : مزحة الكورونا… الكورونا مزحة!

 
 
    دعونا نعترف ـ كمواطنين ـ  أن الأغلبية منا  ،  لمَّا تزلْ تتعامل  مع  وباء الكورونا وكأنه مزحة  ، أو لمَّا تزل غير مصدقة أنه يحصد الأرواح حصدا !. 
  فتراها  رغم كل التحذيرات الرسمية  ، تضرب عرض الحائط بالإجراءات الاحترازية الوقائية  ، ضد تفشي الفيروس ومنع انتشاره ، وتتصرف حتى اليوم وكأنه ليس مقيماً بيننا  ، ولا يفتك كل يوم بأحباء أو أصدقاء لنا  ، ولربما هي غير مقتنعة بأعداد الوفيات الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة  ، وغير الرسمية التي تمتلئ بها صفحات التواصل الاجتماعي  ، التي أصبحت مبرات الكترونية لتبادل التعازي  !.
   فحتى الساعة  ، ثمَّةَ من لا يستخدم الكمامة مطلقاً  ، وثمَّةَ من يدخن الأركيلة بالمقاهي والكافتريات والمطاعم  ، وثمَّةَ من يصافح ويعانق ويُقبِّلُ صديقه  أو قريبه بالطريق  ،  وثمَّةَ من يقيم التعازي في بيته إذا توفى عنده أحد ما نتيجة  إصابته بالكورونا  !.
   دعونا نعترف أن الأغلبية منا كمواطنين  ، مستهترة جداً بالإرشادات السلوكية  ، والقرارات الحكومية  ، والنصائح الطبية التي يقدمها ذوو الاختصاص  ، وبالمناشدات الوقائية التي يدعونا إلى تطبيقها الناجون ممَّا ألمَّ بهم من ألمٍ بعد تعافيهم من الفيروس  ، ولاتعيرها أي أهمية حتى تقع هي ضحيته  ، ونأمل ألاَّ تقع .
  ومن تبديات ذلك الاستهتار  ،  الاستمرار فيه  ،  رغم انتقال وزارة الصحة إلى  الخطة  B  ورفع  جاهزية  المشافي  الوطنية بتوسيع  أقسام  العزل  فيها  ،  للتعامل  مع  ازياد  عدد الإصابات  المحتملة  ،  ومع أي  طارئ ومستجد  بالفوعة  الثانية  للفيروس . 
   ورغم إصدار وزارة السياحة تعميماً جديداً  ، برقم 122 تاريخ  12 الشهر  الجاري  ،  تشدد فيه على تعاميمها السابقة لمديرياتها  ، بالتأكد من عدم تقديم المنشآت السياحية الأراكيل تحت طائلة الإغلاق  ، والتقيد التام باشتراطات التباعد المكاني  ، ونسب الإشغال من الطاولات  ، إضافة إلى منع إقامة الحفلات والبرامج الفنية. 
  ورغم قرارات المحافظة بإغلاق مبرات التعازي وصالات الأفراح  ، بالمدن والمناطق الموبوءة  ، وفرض غرامات بحق سائقي وسائل النقل العامة والمواطنين  ، الذين لا يستخدمون الكمامات.
   أيها الأحباء  : الكورونا ـ وقاكم الله شرها ـ  ليست مزحة ، فلا تستهينوا بها مطلقاً.
                    محمدأحمدخبازي
المزيد...
آخر الأخبار