قبل أيام قليلة صادف ذكرى اليوم العالمي للصحة ،وفي هذه الذكرى لابد أن نرفع القبعة عاليا للأطباء والطبيبات، والممرضين والممرضات، والعاملين والعاملات في المشافي التي تستقبل المرضى المصابين بفيروس كورونا الذي يجتاح العالم منذ عدة شهور، زارعا الموت في كل مكان…. وذلك لما يقوم به هؤلاء من تضحيات تستحق الاكبار والاجلال في اي مكان من العالم ….فكم طبيب كان ضحية عدوى هذا المرض القاتل وهو يؤدي واجبه في علاج المرضى…. وفي الوقت نفسه أدركنا أهمية العلم ،وخطر الجهل في أي مكان على هذه البسيطة…. فنحن- وسوانا من الشعوب النامية- لا نزال ننتظر تجارب العلماء، وجهودهم الحثيثة، وهم يسابقون الزمن لإيجاد علاج شاف لهذا الوباء القاتل الذي قضى على اكثر من مئة وخمسين ألفا من البشر حتى كتابة هذه الزاوية … وسواء أكان هذا الوباء طبيعيا أم مفتعلا من دول كبرى صنعته في مختبراتها البيولوجية لتحقيق أهداف معينة، فإننا ودول العالم الثالث نشعر بالعجز، وننتظر من يمد لنا حبل النجاة من علماء الدول المتقدمة الذين يعملون ليل نهار، ويجرون التجارب المستمرة من أجل إيجاد علاج او لقاح ينقذ البشرية من هذا الوباء …..لقد خطر في ذهني وأنا أكتب هذا المقال قول الشاعر : العلم لاح لأهل الغرب فيه سنا العلم قدمهم والجهل أخرنا أجل ايها القراء الأعزاء (العلم قدمهم والجهل أخرنا) …وقد كنا في زمن مضى أمة حضارة تشع علما ومعرفة على أوروبا التي كانت تغط في ظلام الجهل والتخلف … وكان ملوك اوروبا يرسلون أولادهم الى الاندلس لتلقي العلم في مدارسها ومعاهدها …. وليس هذا الكلام من باب التغني بأمجادنا الماضية، ولكنها الحقيقة الساطعة التي نتمنى ان تكون حافزا لنا على العلم والبحث العلمي …. ومفتاحهما القراءة التي عزف شبابنا عنها، فنجدهم يجهلون أبسط الامور المعرفية … فأمة اقرأ لا تقرأ….وفي الوقت عينه ليتنا نجزل العطاء لأصحاب المؤهلات العلمية كي نشجع العلم والعلماء، وكي ينطبق علينا قول الشاعر : العلم ينهض بالفقير الى العلا والجهل يقعد بالفتى الميسور
د.موفق السراج