على الرغم من منحة الـ 50 ألف ليرة للموظفين والـ 40 ألفاً للمتقاعدين ، ثمَّة حالة من الفتور مسيطرة على أسواقنا المحلية !.
وبحكم العادة ، إذا لم يقبض الموظفون والمتقاعدون منحتهم بموعدها المحدد ، فإنهم يستدينون بقيمتها ما يحتاجونه من مواد غذائية واستهلاكية ، من المحال التي يعرفون أصحابها ، أو يقترضون قيمتها من المعارف ليشتروا بها مايلزمهم ، وخصوصاً بفترة الأعياد ، التي عادةً ما تحرِّكُ الأسواق ، وتنشِّطُ البيع والشراء .
ولكن كما يبدو ، الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بالأسواق ، جعل الناس يقلعون عن هذه العادة ، ويوفرون المنحة لقضايا حياتية أهم .
إذ كشف كثيرٌ من المواطنين ، أن توفير مازوت للتدفئة حالياً ، هو شغلهم الشاغل ، وأهم من الأكل والشرب بالأعياد ، لذلك اشترى أغلبيتهم المازوت من السوق السوداء بسعر مابين 1000 و1300 ليرة للتر !.
فالبرد لا يرحم ، وهو سبب كل علة ، و 50 لتراً من المازوت بهذه الأيام الباردة ، أفضل من السهر بأي مطعم ، أو من شراء مستلزمات يمكن تأجيلها .
بالمختصر المفيد ، لقد أفقد الغلاءُ الفاحشُ الناسَ بهجة أعيادها ، وحرمها التأخرُ بتوزيع مازوت التدفئة وشحُّهُ الدفءَ ، ولم يعد الاحتفال بالمناسبات والأعياد من أولويات السواد الأعظم منهم ، بل تأمين اللقمة الضرورية ، ومازوت التدفئة .
لذلك من المنطقي جداً ، أن يكون الفتور سيد الموقف في كل شيء بحياتنا وليس بالأسواق فقط !.
محمد أحمد خبازي