عبثاً يحاول التمسك بما تبقى له من أيام ،او ساعات ،لا يريد الرحيل، يمضي جاهداً وهو يلملم ما تركه من آثار وأخاديد وأسى على وجوه ٍ كثيرة، بل على كل الوجوه ؟!
كان عاماً صعباً، قاسياً على مختلف الأصعدة، فيه ودّعنا احبة رسموا في حياتنا مساحات لا تنتهي من المحبة والأمل والتفاؤل ….كان عاماً قاسياً على كلّ السوريين الذين صبروا وتحمّلوا ووقفوا في وجه من تربص بهم شرّاً …فكانوا كالطود، صبروا على البلاء بإيمانهم المطلق بان الحياة رحلة ،والإنسان مسافر ، زاده فعل الخير والعمل الصالح، تمسكوا بالقيم والمبادىء ….صبروا على الغلاء وهو كالتنين يحاول ابتلاعهم،ينهش في حياتهم البسيطة المستورة، ازداد التجار تغولاً؟! واجه السوريون الازمات المتتالية بوعيهم وثباتهم وسعيهم الدائم لصوغ معاني الحياة الجميلة، البريئة ….ورسم ابجديتها بالثقة والتفاؤل والأمل ….
السوريون الذين زرعوا العالم حبّاً وخيراً، ساسوا العالم وما استكانو، نقشوا الحرف والكلمة على معابد ارواحهم المتوثبة للضوء والحريّة والجمال …السوريون يودعون عامهم وهم اكثر يقيناً بان صباحاتهم القادمة، عامهم القادم سيحمل لهم الخير والسعادة …
السوريون الذين استنبطوا زراعة اول حبة قمح، واول مقطوعة موسيقية… يصنعون بقلوبهم معنى للفرح، وامنيات يزينون بها عتبات بيوتهم المفتوحة للنهارات البهية، ومن خلالها يرسمون تباشير الفرح على وجوههم التي زينت اخاديدها تقاسيم من عبروا إلى الدروب القصية، البعيدة ….
على عتبات عام ٍ جديد نستذكر من كانوا لنا سنداً وعضداً، لم يبخلوا يوماً، قدموا من حياتهم ومضات ساطعة كي تستمر الحياة بالقها وبهائها ….
على عتبات عام ٍ جديد نفتح نوافذ الأمل علّنا نغسل تعب السنين ونمضي عبر بوابات لا تعرف الخيبة ولا الإستكانة ، نمضي بثقة بالمستقبل القادم وبين ايدينا كل الدروب إلى الضياء والنور ….
*حبيب الإبراهيم