في عـداد الأحياء نحـن مبدئيا نطلبُ أغـنية لفيروز /شام ياذا السيف لم يغب/ نُهديها لمن هم في عـداد الأحبة .
أما وجوهـنا فتطلب الابتسامة لـيزداد بريق أعمارنا .
لم أتوقع يوما أني سأنام نومة أهـل الكهف أصحو لأجـدَ العالم قد تغير ألف وجه وألف درب وووو وألـف قـطار.
كما أني لم أتوقع يوما أني سأصحو كلَّ نهار قبل نجمة الصبح بنسمات صقيع يرفض أن يغادر حيطان الـبيـوت .
حدث ما حدث وتغير ما تغير ما نفع الحيرة مما حدث !
– التأقلم عنوان المرحلة لطالما تمردت ،ولم أصغِ لكل إرشادات حاستي السادسة كنت دائما أرى مخرجا صغيراً
لكني لم أعـثر عليه رغم بحثي وتنقيبي الدائم عنه بكل ما أوتيت من عزيمة وصبر وبلح حتى طفح الفنجان ،
وسال منه التعود والتأقلم وذهب خلف الدخان.
ما يطلبه الجمهور:
لم يكن برنامج ننتظره كل أسبوع بل كان ورقة في روزنامة متكررة ورقة شبه مختلفة باللون ،والحكمة التي ذُيلت بها
لا أكثر
ملاحظة : لم نتعلم من تلك الحكم شيئا.
وتتوالى الأغاني حتى ننعس وننام نومة أهل الكهف لنصحو على ما يطلبه الجمهور الذي بقي كما هو
إلا بعض من غيروا تسريحات الشعر وربطات العنق مع بعض التعديل في الصوت ليصبح أكثر خشونة أحيانا وتارة أكثر رقة وتارة يذهبون إلى الصيد .
ما يطلبه الجمهور :
بعض النعناع يشفي من المغص الذي لحق بهم بفعل تيار البرد .
ربطة بصل أخضر وطنجرة / كشك /محلي الصنع دواء للكريب الموسمي .
– نمت في اللحظة التي انتقلت بها عقارب الساعة من سنة لسنة صحوت فركت عيني لم أر أي تغيير يذكر .
العتمة ذاتها ،وبقايا السجائر ووجه المدينة مازال مكتئبَ الملامح، والنوافذ مغلقة على أسرار البيوت .
نمت ،وفقت كلمح الموت كمن يسافر قفزة واحدة ليجد الضفة الثانية توءم الأولى والتغيير في الصمت الأشد حلكة من حلكة تاريخ ميلادي .
قلبت الصور الأغاني لأعثر على ما يبلُّ المزاج ويمنح ذاكرتي بعض النشاط لم أجد سوى رسائل قديمة من عمر جدتي قبل أن تذهب إلى شتاء جدي .
عدت لأرى طلبات الجمهور الذي كان ينتظر توقعاتي على عتبة السنة الجديدة أسدلت الستارة ودونت طلباتهم :
صباغ أحذية ،وحقائب ،وقارب صغير يجولون به في أحلامهم الكبيرة .
نصره ابراهيم