عندما يفلس التاجر ينبش الدفاتر العتيقة ، هذه المقولة قد تصلح في مكان بعيد ،لان تجارنا كل يوم لديهم دفاتر جديدة وأموال طائلة ناجمة عن أسعار تقفز كالأرنب امام اجراءات حكومية تسير ابطأ من سلحفاة عرجاء، ويبدو ان الحكومة هي من تنبش بالدفاتر العتيقة وبدأت بالتقتير والتقنين والتضييق على المواطن الغني فقط بكرامته، حتى الخطوط الحمراء باتت مهددة بالالغاء،لأن الامور قد تتجاوز رغيف الخبز وتصل الى المحاسبة على الاوكسجين او شربة الماء… فمتوالية الاسعار التي تنتشر اسرع من وباء كورونا ذاته لم يعد لدينا تسميات او اوصاف تليق بها،فعندما يصل كيلو البندورة الى ٩٠٠ ليرة والبصل يتجاوز الالف ووو.. ونحن بلد زراعي بامتياز ندرك كم لدينا من التخطيط الزراعي والدعم اللامحدود للفلاح،طبعا هذه المنتجات ليست مستوردة من الصين،او من الكوكب الاحمر بل هي من انتاجنا ولكنها تتعرض للاحتكار والتهريب ووو ..كل ذلك يحدث على مرأى الجميع ولكن لاجدوى ،فالمسؤولون يجتمعون ويدرسون ويخططون والنتيجة المزيد من التعتير، والمواطن يقف مدهوشا فهو كل الحكاية لكنه لايعرف من اين يبدأها ،فالراتب بالليرة والاسعار بالعملة الصعبة،هذا بالنسبة للموظف ،اما من لاعمل له لم يبق بينه وبين الجنون شعرة، وكما يقال كنتنا صفراء وجاءها الوحام ، والكورونا اصبحت شماعة تعلق عليها هذه الاحوال كلها .. البطن الجائع أقوى من العقل الرزين،نعم لم يعد لدينا القدرة على التفكير او البحث عن اشياء تغذي عقلنا بقدر ما نبحث عن طريقة لاسكات بطوننا الخاوية والبحث عن اساسيات الحياة،فهي شغلنا الشاغل،ولا اريد ان ادخل بالتفاصيل لأن الجميع يعرفونها،ولكن اريد ان اقول :ليس هناك اسوأ من اشغال الناس بالبحث عن رغيف خبز..
فيصل يونس المحمد