هل ينبغي أن تتكرر حادثة قمحانة نتيجة معاناة أهلها بالحصول على مخصصاتهم من الخبز ، ببقية مدن ومناطق المحافظة ، كي تهرع الجهات المعنية لمعالجتها ؟.
علماً أن مشكلة قمحانة ليست وليدة ساعتها ، وليست نتيجة حتمية لقرار وزارة التجارة الداخلية تخفيض مخصصات الدقيق التمويني 16 بالمئة عن المخابز العامة والخاصة ، الذي اتخذ في 24 الشهر الماضي ، وإنما هي مشكلة قديمة سببها الإدارة بالكذب ، وقد استفحلت مؤخراً لجوع الناس !.
ولهذا ينبغي للجهات المعنية أن تكف عن انتهاج أسلوب الإدارة بالكذب ، وتعالج مشكلات الناس في عموم مناطق المحافظة وبمختلف القطاعات ، بشفافية ونزاهة ومصداقية ، بمنأى عن سياسة التسويف والمماطلة والتبرير ، وتعليق التقصير والإهمال على مشجب الحرب ، والظروف الصعبة ، والحصار الجائر ، والعقوبات الاقتصادية وغير ذلك.
في مناطق المحافظة ، مشكلات بالخبز ، والكهرباء ، ومياه الشرب ، ومازوت التدفئة ، والغاز المنزلي ، والنقل ، ليس لها علاقة بشح الوارد والمتاح ، وببرامج التقنين ، وإنما بإدارة معالجتها بالكذب بدلاً من الشفافية ، بالتسويف بدلاً من الجدية ، بالتبرير الأجوف بدلاً من إيجاد الحل !.
في كلمته التوجيهية للحكومة ، شدد السيد رئيس الجمهورية على الوزراء ، ضرورة اعتماد الشفافية بالتعامل مع مشكلات المواطنين ، وتبيان أسبابها بمنتهى الصدق وبكل مسؤولية ، لمد جسور الثقة ، وليعذرهم المواطن في حال كان حل أي مشكلة خارج عن إرادتهم.
وبالطبع ما ينطبق على الوزراء ينطبق على أكبر مسؤول وأصغره بمختلف المواقع القيادية ودرجات المسؤولية الأخرى .
فليس مطلوباً من أي مسؤول أو مدير عام أو مدير فرعي ، أن يكذب على الناس وعلى المسؤول الأعلى منه تراتبياً ، لأن تفاقم المشكلة سيكشفه سريعاً ، ومعاناة الناس ستعريه إذا ما استفحلت !!.
إننا كصحافة تتحسس نبض الناس وتعيش معهم وبينهم ، نشدد على انتهاج توجيهات السيد رئيس الجمهورية ، بإدارة معالجة أزمات المواطنين بالصدق لا بالكذب ، بالشفافية لا بالتعمية ، بالنزاهة لا بالخداع ، بالجدية وتحمل المسؤولية لا بالتسويف والمماطلة وتقاذف المسؤولية، وتدوير المشكلات ومراكمتها .
محمد أحمد خبازي