أسوأ من التهريب بكل أنواعه وأشكاله ، تبريره والسكوت عليه !. فمن يبرره – برأينا – هو من يرتكبه ، ومن يسكتُ عليه هو شريكٌ فيه. هكذا بكل وضوح وشفافية ، ولايحتاج الأمر إلى مداورة أو الالتفاف عليه ، أو اللعب بالمفردات لنقول هذا !. فالحقيقة ساطعة سطوع الشمس ، والواقع يثبت ذلك ، والمستفيد دائماً يختلق الأعذار والمبررات ويصمُّ أذنيه عن وجع الناس المتضررين من التهريب ، والذين لا يجدون قوت يومهم بسببه و بسبب المستفيدين منه والمتسترين عليهم . وباعتقادنا ليس هناك أغبى من يبرر التهريب إلى لبنان على سبيل المثال لا الحصر ، ويدَّعي أنه يقتصر على كميات بسيطة من الخضار المنتجة بقرى الشريط الحدودي !. وليس هناك أغبى من المسؤول – أي مسؤول كان – الذي يريد إيهامنا بأن الحدود مضبوطة ، وأن عمليات التهريب بين البلدين محدودة جداً جداً لوعورة الطرقات وخطوط التهريب !. والأسوأ من كل هذا أن يتغابى أيُّ متغابٍ ويحاول إقناعنا أن عمليات تهريب مقدرات بلدنا ولقمتنا ، لاتتم بوضح النهار وعلى الطرقات الدولية والرئيسية!. فتلك الأساليب القديمة للتهريب لم تعد مغرية للمهربين ، ولم تعد ذات نفع كبير للشركاء والمتسترين والمنتفعين !. بلى ، ليس أسوأ من التهريب سوى تبريره والسكوت عليه ، بكل الأوقات والظروف والأحوال ، وخصوصاً في أيامنا هذه التي لا يستطيع المواطن فيها شراء كيلو بندورة أو بطاطا إلاَّ بشق النفس.
محمد أحمد خبازي