كلنا نعلم أن الصرافات حضارة ورفاهية وتخدم عددا كبيرا من العاملين في الدوائر والمؤسسات الحكومية،كما أنها تخدم المتقاعدين جميعهم ،إلا أن نقمة كبيرة حلت على من يستلم راتبه منها ،والسبب هو أنها دائما خارج الخدمة مؤقتا ، أما على أرض الواقع هي خارج الخدمة دائما وليس مؤقتا، فالصراف الذي يتبع للتسليف وهو يخدم عددا كبيرا من المواطنين إما أن يكون معطلا كل أيام الشهر إن لم نقل أكثر أو يعمل لمدة يوم أو يومين ويصبح خارج الخدمة ،ونحن نعلم أن معظم الذين يقبضون رواتبهم هم المتقاعدون ومعظمهم كبار في السن و يعانون الأمراض ،وتراهم يقفون طوابير ينتظرون دورهم أيام الشتاء الباردة وأيام الصيف الحارة، أيضا هناك عدد كبير منهم يأتي من الريف ،وأحيانا يضطرون للعودة إلى قراهم من غير الراتب ليعودوا في اليوم التالي لعل وعسى يحصل عليه ويقبض، وما يحزن أكثر الصراف الذي يتبع للمصرف الزراعي ،وهنا الطامة الكبرى فهو على الأغلب خارج عن الخدمة رغم أن المصرف الزراعي لايبعد كثيرا عن الصراف ،وإذا أراد المواطن أن يستخدم الصراف الزراعي عليه أن يقوم بخمس عمليات سحب ،حيث لا يسمح له إلا بسحب عشرة آلاف ليرة فقط في كل عملية ،فكم من الوقت سيستغرق حتى يأخذ راتبه ؟ فهل يمكننا أن نقول عن هذه الصرافات أنها نعمة ؟لا أعتقد بل هي نقمة ،وهل يعقل أن يكون صراف يتيم للتسليف والعقاري في مدينة كبيرة كسلمية مع الريف ومعظم الأحيان خارج عن الخدمة ؟.
أما ما يمكن أن نراه في زمن الكورونا والتباعد المفروض أن ننفذه على أرض الواقع فإنه غير موجود ،فنرى عشرات الموطنين يقفون منتظرين وصولهم للصراف،وهذا بحد ذاته سبب كبير لانتشار الكورونا والرشح .
ما نود قوله أن ارحموا هؤلاء المواطنين مما يعانوه من هذه الصرافات طالما الحل بأيديكم .
جينا يحيى