نشاط وزاري حثيث تشهده محافظتنا الحلوة حماة ، فوزيرٌ قادم وآخرُ مغادر ، وأحياناً يلتقي وزيران فيها ، وأحياناً لجنة من عدة وزراء تحل بربوعها !.
وهذا بالطبع أمرٌ حسنٌ ، إذ يعكس اهتماماً حكومياً بهذه المحافظة التي تستحق الكثير من الاهتمام والمتابعة ، لقضايا مواطنيها الخدمية والمعيشية ، ومعالجة مشكلاتهم في التقنين الكهربائي الجائر ، ونقص المشتقات النفطية ، وشح الخبز ، ومستلزمات العملية الزراعية ، ومن جراء تعثر بعض المشاريع الخدمية التي يُعوَّلُ عليها لتحسين الواقع الخدمي بحماة ومدن المحافظة الأخرى ، وأريافها أيضاً .
ومن الحسن بالطبع ، أن يتفقد أيُّ وزير القطاع التابع لوزارته ، ليطلع ميدانياً وبشكل مباشر وشخصي ، على واقع مؤسساته ودوائره ومراكزه ، بمنأى عن التقارير المكتبية ، التي قد تكون مجافية للواقع ، وغير دقيقة ، ليوجه بتقويمها إن رأى فيها اعوجاجاً ، وبتحسين العمل فيها إن لمس به سوءاً ، وبشحذ همم إداراتها إن لحظ فيها تقصيراً .
ومن الأحسن ، ألاَّ تكون الجولات أو اللقاءات أو النشاطات ، همروجة إعلامية فقط ، أو لرفع العتب ، أو مروراً عابراً !.
إذ من الضروري أن يلمس المواطن نتيجة حقيقية ومباشرة ، لزيارة أي مسؤول مهما تكن درجته ، أو لأي
لجنة ، ليقتنع بأهمية تلك النشاطات الحثيثة وجدواها ، ومنعكساتها الإيجابية على حياته بكل الصعد.
ومن الأهمية القصوى ، أن يصارح أيُّ مسؤولٍ المواطنين ، بالإمكانات المتاحة المتوافرة بين يديه ، والتي يمكن أن يقدمها لخدمتهم ، بما يحقق لهم النفع العام ، والتخفيف من حدة المشكلات التي يعانون منها على أقل تقدير ، إن لم تسهم بانتفائها .
فالجدية والمصارحة هما السبيل لتطوير أي خدمة وتحسين أي عمل.
محمد أحمد خبازي