من الشفافية تبدأ الثقة… ومن الثقة تُبنى الأوطان

الفداء_ رئيس التحرير طلال القنطار:

انطلق الاجتماع الذي جمع السيد الرئيس أحمد الشرع، بعددٍ من الشخصيات الحكومية ووجهاء المناطق في إدلب وما حولها منذ فترة، في أجواء ودّية حملت الكثير من الوضوح والمصارحة، واستحضرت ملامح المرحلة التي سبقت معركة ردع العدوان بكل ما رافقها من تحديات واستحقاقات وطنية.
وتناول اللقاء ملفات متعددة تعكس اهتمام الدولة بكل الجغرافيا السورية، من قضايا السويداء وشرق الفرات إلى ملف الخروقات الإسرائيلية، غير أن محور النقاش الأبرز تمثل في موضوع الإستثمار وإعادة الإعمار بوصفه العنوان الاقتصادي والسياسي الأوسع للمرحلة المقبلة.
أكد السيد الرئيس خلال الاجتماع أن إعادة الإعمار، مشروع وطني شامل يقوم على الصدق والثقة والشفافية مشدداً على ضرورة ترسيخ المنافسة الشريفة ومنع تضارب المصالح عبر فصل العمل العام عن النشاط الاقتصادي الخاص، ولا سيما في المواقع العليا من المسؤولية، حفاظاً على نزاهة القرار العام وصدقيته.
وأشار إلى أن الدولة لن تتهاون مع أي شبهات فساد أو تجاوز، وأن هيئة الرقابة والتفتيش تمتلك التفويض الكامل لأداء دورها في المتابعة والمحاسبة بما يعزز ثقة المواطن بالمؤسسات ويصون المال العام.
لقد جسّد الاجتماع رؤية واضحة لمستقبل سوريا القائم على النزاهة والمساءلة والشفافية فالإعمار الحقيقي لا يقتصر على ترميم البنى التحتية، بل يمتد ليشمل إعادة بناء منظومة القيم في الإدارة والعمل العام، وإرساء قواعد العدالة والكفاءة في كل مفاصل الدولة
واليوم، مع مرور الوقت على ذلك اللقاء، تبدو ملامح هذه الرؤية أكثر حضوراً في التوجهات الحكومية، حيث تتقدم قيم الشفافية والمساءلة على المصالح الضيقة، وتُفتح الأبواب أمام العمل المنتج النزيه، لتتحول إعادة الإعمار إلى فرصة وطنية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع
إن ما طرحه السيد الرئيس في ذلك الاجتماع لم يكن خطاباً آنياً، بل رؤية استراتيجية تؤكد أن مستقبل سوريا يُبنى على الصدق لا على الشعارات وعلى العمل لا على المجاملة فبقدر ما نحصّن مؤسساتنا بالشفافية نحصّن وطننا من الفساد والهدم، ونفتح الطريق أمام تنمية حقيقية تليق بتضحيات السوريين وصبرهم.

المزيد...
آخر الأخبار