الفداء_زهراء كمون
اختُتمت أمس في مدينة المعارض، بريف دمشق، فعاليات معرض “إعمار 2025” الدولي، لإعادة إعمار سوريا، بمشاركة 260 شركة من 23 دولة عربية وأجنبية، بعد أربعة أيام من النشاط الاقتصادي المكثف، الذي جمع ممثلين عن القطاعين العام والخاص، وشكّل مساحة واسعة للحوار حول مستقبل التنمية والاستثمار في البلاد.
جاء المعرض، الذي أُقيم برعاية وزارات الاقتصاد، والتجارة الخارجية، الأشغال العامة والإسكان والطاقة، ليؤكد أهمية الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص في دفع عجلة الإعمار، وليقدّم منصة استراتيجية لعرض المشاريع، والخطط التنموية، في قطاعات الطاقة والبناء والصناعة والإسكان، وهي القطاعات التي تشكّل الركائز الأساسية لأي عملية نهوض اقتصادي حقيقي.
بدا تفاعل رجال الأعمال والمستثمرين والخبراء الفنيين واضحاً في أروقة المعرض، وسط أجواء من التفاؤل الحذر حيال فرص الاستثمار في السوق السورية.
وبحسب ما أفاد به القائمون، فإن الحدث شكّل نقطة التقاء بين الرؤية الحكومية، ورأس المال الباحث عن الفرص، في وقت بدأت فيه سوريا تستعيد تدريجياً حضورها على خارطة الاقتصاد الإقليمي.
أثمرت الدورة الحالية، استعداداً من قبل بعض الشركات المشاركة للعمل في السوق السورية، خصوصاً في قطاعات الطاقة والبنى التحتية، التي لا تزال تشكل محور الاهتمام الأكبر في خطط الإعمار المقبلة.
وفي تصريح نقلته وكالة سانا، قال مدير إحدى الشركات الخليجية المشاركة:
«كانت مشاركتنا مثمرة للغاية. لمسنا جدية كبيرة من الجهات الحكومية في تقديم التسهيلات، وتوصلنا إلى تفاهمات أولية مع شركاء محليين.
السوق السورية واعدة، ونحن نتطلع للمساهمة في مرحلة البناء القادمة».
ولم يكن المعرض مجرد حدث تجاري، أو مساحة لعقد الصفقات، بل حمل في طياته رسالة رمزية أعمق، مفادها أن مرحلة البناء لم تعد مؤجلة. فإلى جانب الشركات الكبرى، برزت “مشاريع فردية ومبادرات تنموية” -بحسب وصف سانا- جسدت إرادة السوريين والمشاركين الشباب على النهوض مجدداً، وإيمانهم بقدرتهم على إعادة بناء وطنهم على أسس من التعافي والاستدامة.
ووفق تقرير سانا: يرى خبراء اقتصاديون أن أهمية “إعمار 2025” تتجاوز نتائجه المباشرة، فهو يعكس تحسناً نسبياً في البيئة الاستثمارية، وعودة تدريجية للاهتمام الإقليمي بالسوق السورية، رغم التحديات التمويلية والعقوبات المفروضة.
ويؤكد محللون أن هذا المعرض مثّل جسراً بين الخطط الحكومية، ورأس المال المحلي والأجنبي، ورسالة واضحة بأن سوريا تدخل مرحلة جديدة من التنمية، والتكامل الاقتصادي.
«لم يكن المعرض مجرد حدث تجاري، بل إعلاناً عن عودة الأمل وبدء مرحلة جديدة من البناء».
محلل اقتصادي