الفداء- سلاف زهرة
توصّل فريق من علماء الأعصاب في ألمانيا، إلى اختبار بسيط يكشف مبكراً عن مرض باركنسون”الشلل الرعاش”, يعتمد على مراقبة طريقة دوران الشخص أثناء المشي، يمكنه التنبؤ بخطر الإصابة بالمرض قبل ما يقرب من تسع سنوات من التشخيص الرسمي.
ويُعدّ هذا التطور، الذي نشرته مجلة Annals of Neurology ونقلته صحيفة Daily Mail البريطانية، أول دراسة طويلة الأمد، تثبت وجود مؤشرات حركية دقيقة يمكن أن تُستخدم كعلامات تحذيرية مبكرة للمرض.
يستند الاكتشاف إلى ملاحظة أن الدوران أثناء المشي، من أكثر الحركات تعقيداُ، التي يقوم بها الإنسان، لأنها تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الدماغ والجهاز العصبي العضلي، للحفاظ على التوازن والاتجاه.
وفي حين إن المشي المستقيم، قد لا يُظهر اضطرابات مبكرة، فإن طريقة الالتفاف أو الدوران يمكن أن تكشف عن خلل عصبي دقيق في السيطرة على الحركة.
لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين داروا ببطء، وبزاوية أوسع من المعتاد، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بعد نحو 8.8 أعوام.
كما أكد الباحثون في ورقتهم العلمية، أنّ “الدوران يتطلب تعديل المسار باستمرار أثناء المشي، وهو عملية تعتمد على توازن معقّد بين القشرة الدماغية، والجهاز الحركي، والمخيخ”.
وأضافوا: “عندما تبدأ الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في التراجع، كما يحدث في المراحل المبكرة من باركنسون، يفقد الدماغ قدرته على التنسيق المثالي، فيُبطّئ الشخص دورانه دون أن يدرك ذلك .
من هم الأكثر عرضة؟
كشفت الدراسة أيضاً، أن الرجال أكثر عرضة بأربع مرات، من النساء لتطوير المرض، وأن خطر الإصابة يزيد بنسبة 15% مع كل سنة إضافية من العمر بعد الخمسين. وتشير هذه النتائج إلى أن العوامل البيولوجية والهرمونية، قد تلعب دوراً في حماية النساء، على الأقل في المراحل المبكرة من المرض.
المرض الصامت
تبدأ الأعراض عادة ببطء شديد، وتشمل الرعشة، وبطء الحركة، وتصلّب العضلات، وفقدان التوازن، إلى جانب أعراض غير حركية مثل الاكتئاب، واضطرابات النوم، وفقدان حاسة الشم.
لكن التحدي الأكبر، هو أن الأعراض لا تظهر إلا بعد فقدان نحو 60 إلى 70% من الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، ما يجعل التشخيص في كثير من الأحيان متأخراً جداً لبدء العلاج الفعّال.