رئيس التحرير: طلال قنطار
شكّل الاجتماع الذي جمع السيد الرئيس أحمد الشرع، بلجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، محطةً سياسيةً مفصلية، أعادت فتح قنوات التواصل بين دمشق وواشنطن بعد سنوات من التوتر والعقوبات .
فقد تمكّن الرئيس الشرع خلال اللقاء المطوّل مع النائب براين ماست أبرز المعارضين من إلغاء “قانون قيصر” إلى إحداث تحوّل واضح في الرؤية والموقف داخل أروقة الكونغرس.
قدّم السيد الرئيس رؤية سوريا الجديدة القائمة على السلام، ومحاربة التطرف وبناء الاستقرار من خلال الاقتصاد لا الصراع.
وأكَّد أنَّ سوريا تريد السلام لأهلها وللمنطقة بأسرها، وتسعى لإعادة البناء عبر شراكات قائمة على التعاون لا العقوبات، مضيفاً أنَّ الاستثمار في سوريا هو الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.
وخلال اللقاء الذي اتّسم بالوضوح والعمق، كان النائب ماست يسجّل ملاحظاته باهتمام بالغ، متأثراً بصدق الطرح السوري، ليُعلن بعد الاجتماع قائلًا: لقد حان وقت إحلال السلام، وإعطاء سوريا دورها الحقيقي في المنطقة والعالم.
وأثبت هذا اللقاء أنَّ لغة الحوار الهادئ قادرة على كسر جدران السياسة المتصلبة، وأنَّ قوة الموقف لا تُقاس بالضغط بل بالإقناع ، فحين تتحدّث دمشق بثقة وعقلانية، تنصت واشنطن باحترام.
لقد أعاد الرئيس الشرع من خلال هذا اللقاء تعريف الدبلوماسية السورية بوصفها دبلوماسية المبادرة لا الممانعة، لتنتقل سوريا من موقع الدفاع إلى موقع التأثير، وتفتح أفقاً جديداً نحو سلامٍ عادلٍ وشراكة دولية متوازنة.
#صحيفة_الفداء