سوريا تعود من بوابة واشنطن.. زيارة الشرع تعيد رسم خريطة التوازن الدولي

رئيس التحرير ـ طلال قنطار  

تُسجّل سوريا اليوم لحظة سياسية فارقة مع الزيارة التاريخية التي يجريها، السيد الرئيس أحمد الشرع، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، برفقة وزير الخارجية أسعد الشيباني، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ عقود طويلة وتؤشر بوضوح إلى ولادة مرحلة جديدة من الانفتاح والتفاهم الدولي.

استُقبل الرئيس الشرع بحفاوةٍ رسمية وشعبية كبيرة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقيادة الأمريكية، وترحيب من قبل الجالية العربية السورية المقيمة في الولايات المتحدة، ما عكس تقديراً واحتراماً متبادلين يعيدان صياغة العلاقات بين دمشق وواشنطن على أسس جديدة من الواقعية والتفاهم.

وخلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة، دار حوار ودي صريح تناول ملفاتٍ محورية أبرزها: رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والتعاون في محاربة الإرهاب وتنظيم داعش إضافةً إلى بحث آفاق الاستثمار وإعادة الإعمار، بما يخدم استقرار المنطقة وازدهارها.

وفي تصريحٍ لاحقٍ لشبكة فوكس نيوز الأمريكية وصفت القناة اللقاء بأنه الأكثر دفئاً وتفاهماً منذ عقود مؤكدة أن الرئيس الشرع حظي ب “أفضل استقبال يمكن أن يحظى به أحد هنا في الولايات المتحدة”.

وفي تصريحٍ أعقب اللقاء قال الرئيس أحمد الشرع “: منذ أكثر من ستين عاماً كانت سوريا تعيش عزلة عن معظم دول العالم واليوم نزور واشنطن بعد سنواتٍ من القطيعة لنفتح صفحةً جديدة من التعاون والانفتاح لما فيه مصلحة شعبنا واستقرار منطقتنا”.

كما شدّد الرئيس الشرع على أن سوريا كانت في الخطوط الأمامية لمحاربة الإرهاب وقدّمت تضحيات كبيرة من أجل أمنها وأمن الإقليم مشيراً إلى أن البلاد اليوم تنعم بالاستقرار، وتفتح ذراعيها لكل من يريد الاستثمار والعمل المشترك في إطارٍ من الشفافية والسيادة والاحترام المتبادل.

إنها زيارة تحمل في جوهرها أكثر من بُعد دبلوماسي فهي عودة سورية إلى قلب المشهد الدولي بثقة وهدوء ورسالة تقول للعالم: إن سوريا لم تنكفئ يوماً، بل كانت تنتظر اللحظة المناسبة لتستعيد موقعها الطبيعي في معادلة التوازن الدولي.

اليوم، من واشنطن، تؤكد سوريا أنها لم تعد موضوعاً للنقاش، بل شريكاً في صناعة القرار، وفاعلاً رئيسياً في صياغة مستقبل الشرق الأوسط.

إنه زمن السياسة العاقلة والحوار الصادق… زمن سوريا الجديدة التي تكتب حضورها على الطاولة لا خارجها.

المزيد...
آخر الأخبار