نواعير حماة.. بين الاسم والموقع و التاريخ 

الفداء_شريف اليازجي 

سجلت نواعير حماة حضورها في ذاكرة المدينة كأدوات مائية وجمالية في آن واحد، لم تكن مجرد دولاب خشبي يدور على سطح النهر، بل تحولت إلى معلم ثابت في المشهد العام للمدينة، ومع مرور الزمن تغير عددها، وتبدلت أسماؤها وتوزعت على مجموعات بحسب موقعها ووظيفتها.

بلغ عدد النواعير في بداية القرن الماضي 115 ناعورة منها 25 داخل المدينة، يعمل منها 24 ناعورة ( حسب الظروف )، تتوزع على خمس مجموعات رئيسية، تضم مجموعة البشريات أربع نواعير، تقع على الضفة اليمنى للعاصي، وتحمل أسماء البشريتان والعثمانيتان، تعود تسميتها إلى الشيخ بشر الذي كان له مقام قريب منها، كانت تعرف سابقاً باسم الجاجية، وكانت تسقي بستان الجبرانية قبل أن تتحول المنطقة إلى حي سكني.

تضم مجموعة الجسريات ثلاث نواعير هي: “الجسرية والمأمورية والمؤيدية”، تقع الجسرية قرب جسر السرايا وتعد من أشهر نواعير المدينة، ورد اسمها في سجلات المحكمة الشرعية باسم اليزبكية، ثم تغير إلى العبيسي، أنشأ الأمير بلباك ناعورة المأمورية عام 1453، كما تشير الكتابة المنقوشة على برجها، أما المؤيدية فتقع أمام العثمانية، وتستفيد من تفرع النهر في ناحيته اليسرى.

تتألف مجموعة الكيلانيات من أربع نواعير، هي “الجعبرية والجعبرية الوسطى والصاهونية وناعورة الباز”، تقع هذه النواعير قرب البيمارستان النوري، وتدل آثار السد على وجود توأم مفقود للجعبرية، يبلغ قطر الجعبرية الوسطى 15.75 متراً وعدد صناديقها 96، أعيد بناء الصاهونية عام 1981 وصيانتها عام 1988.

تضم مجموعة شمال القلعة، ثلاث نواعير هي الخضورة والدوالك والدهشة، تقع الخضورة على الضفة اليسرى للعاصي شمال القلعة، وتعود تسميتها إلى بستان مجاور، أما الدوالك فهي أصغر حجماً وتسقي بستاناً شرقياً، توجد الدهشة على الضفة اليمنى، وتشارك السد مع الناعورتين السابقتين.

تضم مجموعة باب النهر ناعورتي المحمدية والمقصف، تعد المحمدية أكبر نواعير العاصي، وتوجد على الركيزة الثالثة عشر من قناطرها كتابة تشير إلى أن مجددها هو أيدمر بن عبد الله عام 1361، أما المقصف فتقع على الضفة اليمنى وتستفيد من سد مشترك مع المحمدية.

أضيفت إلى هذه المجموعات نواعير أخرى مثل ناعورة الجوهرية في بداية طريق الضاهرية وناعورة كازو الكبرى وناعورة الضاهرية وناعورة الخريسة وناعورة الصخرية.

لم تعد النواعير مجرد وسيلة لرفع الماء، بل أصبحت جزءاً من هوية المدينة، تغيرت أسماؤها وتبدلت وظائفها، لكن حضورها ظل ثابتاً في الذاكرة والمكان. بقيت تدور على سطح العاصي شاهدة على تاريخ طويل من الحرفية والارتباط بالماء.

 

المزيد...
آخر الأخبار