الزجاج المعشّق.. حرفةٌ سورية تقاوم الاندثار وتستفيد من التكنولوجيا

الفداء_

يستعيد الزجاج المعشّق حضوره في سوريا عبر جهود حرفيين يعملون على حماية حرفةٍ مهددةٍ بالاندثار، مستفيدين من التقنيات الحديثة التي حسّنت الدقة وقلّصت زمن التنفيذ مع الحفاظ على هويتها الجمالية.

وتبدأ عملية الإنتاج من تصميم اللوحة على برامج هندسيةٍ تتيح للزبون رؤية النموذج قبل التنفيذ، ثم تتولى ماكينات القص تشكيل القطع بدقة، ما خفّض زمن العمل من يومين إلى نحو ساعتين.

وبعد ذلك تُنظّف القطع وتُسنفر، قبل جمعها بالنحاس والقصدير، وهي مرحلة تبقى رهينة خبرة الحرفي رغم التطور التقني.

ويمتلك هذا الفن جذوراً تاريخيةً عميقة، إذ كان يُنفذ يدوياً بالكامل في البيوت التقليدية والمساجد الدمشقية، فيما أضافت التكنولوجيا اليوم تنوعاً أكبر في الألوان والتصاميم، مع الحفاظ على الطابع التراثي.

واعتمد الحرفيون قديماً تلوين الزجاج بالأكاسيد المعدنية كالحديد والنحاس لإضفاء جمالٍ خاص، وكانت النوافذ الملوّنة تؤدي دوراً وظيفياً في تحديد أوقات الصلاة عبر انعكاس الضوء، وهو مبدأ استخدمه علماء مثل ابن الشاطر.

ورغم تراجع العاملين في المهنة، يواصل بعض الحرفيين التمسك بالحرفة بوصفها جزءاً من الهوية السورية، مؤكدين قدرتهم على دمج الأصالة بالتكنولوجيا لصنع قطعٍ تجمع التراث بروحٍ معاصرة.

المزيد...
آخر الأخبار