الفداء_شريف اليازجي:
يكتسب الحديث التربوي حول أهمية السماح للطفل بخوض تجارب الفشل حضوراً متزايداً، مع تأكيد المختصين أن فهم الأخطاء جزء أساسي من نموه النفسي والاجتماعي، وأن التجربة المباشرة تمنحه قدرة أكبر على التكيف وصقل الشخصية.
يوضح سعد عبد العزيز مشرف روضة أن تدخل الأهل المبالغ فيه يضعف قدرة الطفل على مواجهة التحديات، ويشير إلى أن رغبة بعض الأمهات في حماية أبنائهن تدفعهن لمنع وقوع الخطأ، ما يحرمه من خوض التجربة التي تساعده على فهم النجاح والتعامل مع نتائجه.
تؤكد ناتالي سمور معلمة روضة أنَّ الطفل بحاجة إلى مساحة آمنة يخطئ فيها وينهض مراراً، لأنها تتيح له تطوير مهاراته الذاتية واكتشاف نقاط لم يكن يلاحظها، وتمنحه فرصة لصياغة حلول خاصة به عند مواجهة المشكلات اليومية.
من جهته يوضح عادل طحان مهندس وأب لطفلين أن التجربة أثبتت له أن النجاح عملية تراكمية لا تأتي دفعة واحدة، ويشير إلى أن التدخل الفوري من الأهل عند كل تعثر يمنع الطفل من بناء أدواته الخاصة لمواجهة المواقف لاحقاً.
يعود سعد عبد العزيز ليشدد على ضرورة تشجيع الطفل عند السلوك الصحيح وتجنب التوبيخ، مع السماح له بالتعبير عن مشاعره كي لا يلجأ للانعزال أو يتوقف عن البحث عن حلول، موضحاً أن تقديم خيارات مناسبة لعمره يساعده على اتخاذ القرار دون فرض مباشر، مع ضرورة تقييم قدراته بدقة لتجنب تكليفه بما يفوق طاقته.
كما يشير إلى أهمية مواكبة تطور الطفل وفق مرحلته العمرية، وتقديم نماذج ناجحة قريبة منه تساعده على بناء صورة مرجعية يستند إليها في المواقف المشابهة.
في المحصلة يظهر أن التعامل مع عثرات الطفل الأولى يحتاج وعياً تربوياً متوازناً يوفق بين الحماية ومنحه فرصة للتجربة، باعتبار أن هذه المرحلة تؤسس لشخصيته المستقبلية وتحدد قدرته على مواجهة الحياة بمرونة وثقة.
#صحيفة_الفداء