الفداء – نسرين سليمان:
تشتهر مصياف وريفها غربي حماة بصناعة هبّول التين، وهي حلوى شتوية تُحضّر من التين المجفف وتُعد جزءاً ثابتاً من مؤونة الأهالي في نهاية الصيف وبداية الخريف.، ويعود انتشارها إلى جودة التين في المنطقة ووفرة إنتاجه.
وتروي الجدة أم رامي للفداء، خطوات التحضير فتقول: إن التين الناضج يُقطف ثم يُفتح ويُمد على القماش أو الصواني أو القصب أياماً تحت الشمس حتى يجف تماماً، ثم يُعرّض لبخار الماء ليتهبّل، وهي المرحلة التي اشتُق منها الاسم.
وتضيف أنه بعد ذلك يُطحن ويُشكّل على هيئة أقراص تُغطى بنخالة القمح أو السمسم أو جوز الهند أو الجوز البلدي.
ويتميز هبّول التين بقيمة غذائية عالية لاحتوائه على الألياف والمعادن كالكالسيوم والحديد، إضافة إلى استخدامه كنقيع طبي عند غليه بالماء.
كما تمنح إضافات السمسم والجوز فوائد داعمة لصحة القلب والمناعة، وتحسين الهضم والبشرة والشعر وتنظيم مستويات السكر.
وتعتمد أسر ريفية كثيرة على صناعة التين المجفف كمورد دخل إضافي، نظراً لسهولة تجفيفه وانخفاض تكلفته وزيادة الطلب عليه في الأسواق المحلية والتصديرية.
وتخلق عملية الإعداد طقوساً تراثية تجمع أفراد العائلة في أجواء تعاونية بين الجدات والشابات، بينما يختلف أسلوب التحضير من بيت لآخر، ما ينعكس على النكهة والسعر.
ويشير المهندس الزراعي ماهر خليفة للفداء، إلى الإقبال المتزايد على التين اليابس واستثماره في صناعات غذائية متعددة، مؤكداً أن تجفيفه يعتمد على خبرة الأهالي والظروف الطبيعية ويحقق جدوى اقتصادية واضحة.
وتبقى هذه الثمرة المباركة رابطاً بين الناس وأرضهم، تحافظ على وصفات الأجداد وتقدّم حلاوة الطعم وفائدة الغذاء ومردود العمل العائلي.
#صحيفة_الفداء