رئيس التحرير – طلال قنطار
بعد أربعة عشر عاماً من المعاناة والتهجير والسجون والدمار، جاء يوم التحرير ليضع حداً لواحدة من أقسى مراحل التاريخ السوري الحديث.
كان ذلك اليوم ثمرة عمل طويل، وتخطيط صبور، وإرادة صلبة رافقها دورٌ محوري للإعلام الوطني، الذي وثّق الوجع، وحافظ على الرواية الحقيقية، وساند إرادة الشعب في مواجهة التضليل، ليبقى صوت السوريين حاضراً رغم محاولات طمسه لسنوات.
خاض السوريون معركتهم بجهود جبّارة، ودفعوا أثماناً باهظة في سبيل أن يستعيد الوطن كرامته، وأن يبدأ شعبه فصلاً جديداً في حياته السياسية والاجتماعية.
إنّ التحرير لم يكن نهاية المعركة فحسب، بل كان بداية التحوّل الكبير الذي انتظره السوريون طويلاً.
فقد انطلقت فوراً الحركة السياسية والدبلوماسية على المستويين الإقليمي والعالمي، حاملةً رسالة واضحة.
نحن شعب يتوق إلى الحرية، شعب مظلوم، تحمّل في عهدٍ سابق كل أشكال القهر، واليوم يفتح الطريق لبناء دولة عادلة تُصان فيها الحقوق، وتُحترم فيها كرامة الإنسان.
ومع أولى خطوات هذه المرحلة، بدأت ملامح بناء المؤسسات تترسخ، وارتفعت الإرادة الوطنية لإطلاق عجلة الإعمار، وتعزيز العلاقة الحميمة بين المواطنين الذين جمعهم حلم واحد: أن تعود سورية وطناً يليق بأبنائها، آمناً وكريماً ومستقراً.
يوم التحرير لم يكن حدثاً عابراً… بل هو ولادة سورية الجديدة.