رئيس التحرير: طلال قنطار
تُجسّد الزيارة التي يقوم بها عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى سورية، بالتزامن مع ذكرى التحرير، لحظة سياسية لافتة تؤكد أن البلاد تدخل مرحلة جديدة بعد سنوات الصراع.
فالعالم اليوم، يرى بوضوح قدرة سورية على التعافي الذاتي واستعادتها موقعها كدولة ذات سيادة، تمتلك قيادة جديدة أعادت تنظيم مؤسساتها ورسّخت ثقة المجتمع الدولي بخياراتها.
وتأتي هذه الزيارة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير والاستفزازات المتكررة في المنطقة لتُرسل رسالة واضحة برفض أي تصعيد يهدد الأمن الإقليمي، ولتؤكد دعم المجتمع الدولي لمسار الاستقرار داخل سورية.
كما تعكس إدراك أعضاء المجلس لمدى فقدان الثقة بالنظام السابق وما خلّفه من جرائم ودمار، مقابل الثقة المتنامية اليوم بالدولة السورية التي استطاعت أن تصمد، وأن تعود لاعباً مسؤولاً وفاعلاً.
ويركّز الوفد الأممي في مباحثاته على دعم إعادة الإعمار والخدمات، وعلى ترسيخ شراكات تقوم على التعاون بدلاً من الرقابة، وعلى الاحترام المتبادل بدلاً من الضغوط السياسية.
سورية اليوم لم تعد “أزمة”، بل دولة تستعيد حضورها وتفرض مكانتها، تقيم علاقات متوازنة مع دول العالم، وتفتح أبوابها لكل تعاون يحترم سيادتها وقرارها الوطني.
إن حضور أعضاء مجلس الأمن إلى دمشق، في هذا التوقيت يحمل اعترافاً رسمياً بصمود السوريين، وبشرعية دولتهم وبقدرتها على النهوض بإرادة لا تلين… وهي رسالة بأن مرحلة ما بعد التحرير ليست مجرد عنوان بل واقع جديد تُصنع ملامحه بثبات وثقة.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير