الفداء_ زهراء كمون:
شهدت المحافظات السورية اليوم الجمعة، مظاهرات وفعاليات جماهيرية واسعة إحياء للذكرى الأولى لانطلاق معركة “ردع العدوان”، التي أسفرت عن تحرير البلاد من قبضة النظام البائد .
وشارك السوريون في هذه التحركات الشعبية، استجابة لدعوات ناشطين وفعاليات محلية، وتلبية لدعوة رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، الذي دعا في كلمة متلفزة مساء أمس إلى النزول إلى الساحات للتعبير عن فرحتهم بالنصر، وتجديد العهد بالحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.
في دمشق، انطلقت مسيرات عقب صلاة الجمعة من أمام الجامع الأموي، وصولاً إلى ساحة الأمويين، وسط حضور جماهيري واسع رفع خلاله المشاركون لافتات وهتافات تؤكد أن وحدة سوريا خط أحمر، وترفض كل أشكال التقسيم والمشاريع الانفصالية. كما شهد ريف العاصمة فعاليات مماثلة في دوما وحرستا وعدد من البلدات الأخرى.
في حين احتشد الأهالي في حلب بساحة سعد الله الجابري، وشهدت بلدة قبتان الجبل تجمعاً شعبياً لإحياء ذكرى بدء الهجوم الأول للمعركة في 27 تشرين الثاني 2024، والذي اعتُبر نقطة الانطلاق نحو تحرير البلاد بأكملها.
ولم تقتصر الفعاليات على دمشق وحلب، بل شملت ساحات مدن حمص وحماة وإدلب وطرطوس واللاذقية، في مشهد واحد يؤكد التمسك بوحدة الأرض، ورفض مشاريع التقسيم ، وإبراز الالتفاف حول الدولة الواحدة الموحدة.
تحولت هذه الفعاليات أيضاً إلى منابر تنديد بالعدوان الإسرائيلي الغادر، الذي استهدف فجر اليوم بلدة بيت جن بريف دمشق، وأسفر عن استشهاد 13 مواطناً، وإصابة أكثر من عشرين.
وردّد المشاركون هتافات تشجب “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية”، مؤكدين أن هذه الجرائم لن تنال من تمسّك الشعب السوري بحقوقه وإصراره على حماية سيادة بلاده، وأن أية محاولة للنيل من أمن سوريا واستقرارها، ستواجه بوحدة الصف والتلاحم الوطني.
وكان الرئيس أحمد الشرع وجّه مساء أمس كلمة متلفزة إلى الشعب السوري، هنأهم فيها بذكرى انطلاق معركة التحرير، وقال: “أيها الشعب السوري العظيم، أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها، معركة ردع العدوان التي عملت على إسقاط النظام المجرم بكامل أركانه، وتحررت سوريا من ربقة النظام المجرم السابق”.
وأكد الرئيس، أن المناسبة تمثل انطلاقة جديدة نحو بناء سوريا موحدة وقوية ومزدهرة، داعياً جميع مكونات الشعب السوري بمختلف فئاته ومناطقه، إلى النزول إلى الساحات والميادين “إظهاراً للوحدة الوطنية وسلامة التراب السوري من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه”.
وأشار المشاركون في الفعاليات إلى أن الذكرى السنوية الأولى لمعركة “ردع العدوان”، ليست مجرد احتفال، بل محطة وطنية لتجديد الالتزام بوحدة سوريا أرضاً وشعباً، والوفاء لتضحيات الشهداء الذين ارتقوا منذ انطلاقة الثورة في آذار 2011.
وتعكس المظاهرات، حجم المشاركة واتساع رقعتها الجغرافية، حجم التماسك الشعبي في مواجهة أية مشاريع تستهدف وحدة سوريا وسيادتها، وتوجّه رسالة واضحة بأن التلاحم الوطني سيبقى السد المنيع أمام محاولات الفتنة والتفرقة.
كما تؤكد، أن سوريا ماضية في مسار البناء واستعادة الاستقرار على قاعدة ثابتة لا تقبل القسمة: لا بديل عن وحدة الأرض والشعب.