الفداء – نسرين سليمان
قد يواجه الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى الرقمي والتطبيقات الجديدة التي تُطرح باستمرار. ورغم أن هذا التقدّم قد يكون مثمراًومفيداً لأجيال المستقبل، إلا أنه في الوقت ذاته يثير قلق الأهل، وهو أمر طبيعي بعد أن أصبحت الأجهزة الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال، مستحوذة على عقولهم واهتماماتهم، ومسببة العديد من المشكلات الصحية والنفسية.
في هذا السياق، حدثتنا الآنسة إلهام أسعد، المختصة في الإرشاد النفسي، قائلة: “لا يمكن إنكار أهمية هذه الأجهزة من حيث ما تقدمه من لغات وأفكار ومعلومات تسهم في تنمية مواهب الأطفال وتوسيع مداركهم، وتعزز قدرتهم على التعاون مع الآخرين. إلا أن المشكلة تظهر عندما يتحول استخدامها إلى نوع من الإدمان، وهنا يجب دق ناقوس الخطر والانتباه جيداً.”
ما الإرشادات الواجب توجيهها للأهل؟
أشارت الآنسة إلهام إلى مجموعة من النصائح والإرشادات التربوية المهمة، أبرزها:
1- تحديد وقت محدد لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والالتزام به.
2- تشجيع الطفل على ممارسة هوايات تملأ وقت فراغه، مثل القراءة أو الرسم أو غيرها.
3- الحرص على انتظام النوم ومواعيد تناول الوجبات، وتجنّب استخدام الأجهزة كوسيلة لتهدئة الطفل.
4- أن يكون الأهل قدوة لأبنائهم، فلا يمكن مطالبة الطفل بالابتعاد عن الأجهزة في حين أن الأهل أنفسهم لا يلتزمون بذلك.
التأثيرات السلبية
وبيّنت الآنسة إلهام أن لهذه الأجهزة آثاراً سلبية متعددة، منها:
1- مشكلات صحية مثل: السمنة، السكري، آلام الرقبة والظهر، وضعف النظر.
2- اضطرابات في النوم نتيجة الاستخدام المفرط.
3- التأثير على الدماغ ونمط التفكير، ما يؤدي إلى الميل للعزلة والعيش في عالم افتراضي.
4- زيادة السلوكيات العدوانية والخاطئة، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي.
واختتمت حديثها بالتأكيد على ضرورة استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل إيجابي ومدروس، لتحقيق الاستفادة من ميزاتها دون الوقوع في آثارها السلبية.