الفداء – نسرين سليمان
يشكّل التنمر المدرسي، واحدة من الظواهر الخطيرة، التي تهدد البيئة التعليمية في المدارس، لما يتركه من آثار نفسية وجسدية عميقة على الأطفال والمراهقين، قد تمتد إلى مراحل متقدمة من حياتهم.
ومع تزايد حالات التنمر وانتشارها، تنبّهت العديد من المؤسسات التربوية، والاجتماعية حول العالم، إلى أهمية التصدي لهذه الظاهرة، عبر تكريس الجهود وبذل المزيد من المبادرات والحملات التوعوية، سعياً نحو بيئة مدرسية آمنة وصحية.
ما هو التنمر المدرسي؟
حول هذا الموضوع، تحدثنا إلى الأستاذ أيهم عساف، المختص في مجال الإرشاد الاجتماعي، الذي أوضح أن: التنمر المدرسي هو “سلوك عدواني متكرر، يمارسه طالب أو أكثر ضد زملائهم، مستخدمين التفوق البدني أو النفوذ للتخويف أو الإيذاء داخل المدرسة”.
ويأخذ التنمر عدة أشكال، منها:
التنمر الجسدي: كالركل، الضرب، أو الاعتداء الجسدي المباشر.
التنمر اللفظي: مثل الشتائم، السخرية، الإهانات، والألفاظ الجارحة.
التنمر الاجتماعي: كـنشر الشائعات، العزل الاجتماعي، أو النميمة بهدف إيذاء سمعة الضحية.
آثار مدمرة على الضحايا
يشير عساف إلى أن التنمر لا يؤدي فقط إلى إصابات جسدية، بل يخلّف ندوباً نفسية عميقة، منها:
زيادة مشاعر الخوف، القلق، الاكتئاب، والحزن.
ضعف التركيز والتحصيل الدراسي.
العزلة الاجتماعية ورفض الذهاب إلى المدرسة.
تراجع الثقة بالنفس وربما ظهور سلوكيات عدوانية مضادة.
المعلمون في خط المواجهة الأول
يشدد الأستاذ عساف على أن للمعلمين دوراً أساسياً في مكافحة التنمر داخل المدارس، ويتمثل هذا الدور في:
1. نشر الوعي بين الطلاب حول أهمية الإبلاغ عن أي حالة تنمر.
2. أن يكونوا قدوة حسنة في السلوك والتعامل.
3. خلق بيئة مدرسية آمنة تشجع على التعاون والتسامح.
4. مراقبة الأماكن التي تكثر فيها حالات التنمر، كالممرات والساحات والحمامات.
5. التدخل المباشر عند اكتشاف أي حالة تنمر.
6. تعزيز ثقافة الاحترام المتبادل بين الطلاب.
7. التواصل مع الأهل وفرض عقوبات واضحة على المتنمرين.
8. تفعيل دور المرشد النفسي لدعم الضحايا وتدريبهم على مواجهة التنمر بثقة.
حلول تبدأ بالتعاون
يختتم عساف حديثه بالتأكيد على أن التصدي لظاهرة التنمر لا يكون بجهد فردي، بل يتطلب تعاوناً متكاملاً بين:
المدرسة بمؤسساتها التربوية والإرشادية.
الأسرة من خلال المراقبة والدعم العاطفي.
المجتمع عبر سن قوانين واضحة وتنظيم حملات توعية متواصلة.
فقط من خلال الوعي والتكاتف المجتمعي، يمكننا من بناء جيل سوي ينشأ في بيئة مدرسية تحترم الاختلاف، وتنبذ العنف بكل أشكاله.