دراسات : مدافئ الحطب الحديثة.. وأضرار لا تختلف عن أضرار التدخين 

 

بدأت الصورة الرومانسية لمواقد الحطب تتشقق تحت وطأة الحقائق العلمية. ففي دراسة حديثة، كشف باحثون أن استخدام مواقد الحطب الحديثة داخل المنازل، رغم مظهرها العصري وقدرتها العالية على التدفئة، قد يسبب ضرراً للرئتين لا يقل خطورة عن تأثير تدخين السجائر.

في حين جاءت النتائج صادمة للكثيرين ممن اعتادوا على هذه الوسيلة، خاصة أنها تُعدّ خياراً مفضّلاً في ليالي الشتاء القاسية، ومرتبطة بأجواء الدفء والراحة. لكن خلف ذلك المشهد الهادئ، يتسلل الدخان الصاعد من الحطب إلى الرئتين، مسبّباً مشكلات صحية طويلة الأمد، حتى لدى الأشخاص الذين يعيشون أنماط حياة صحية.

وشملت الدراسة بلداناً من مستويات دخل مختلفة، أظهرت أن التأثير السلبي لدخان الحطب لا يفرّق بين غني وفقير، وأنه يرتبط بشكل مباشر بأمراض تنفسية مزمنة مثل: الربو، والانسداد الرئوي، وحتى سرطان الرئة. ورغم التطور الذي شهدته هذه المواقد من حيث التصميم والمواد المستخدمة، فإن الجوهر لم يتغير: حرق الحطب داخل المنزل لا يزال مصدراً خطيراً للتلوث الداخلي.

من جهتهم أبدوا الخبراء قلقهم بشكل خاص تجاه الأطفال وكبار السن، حيث إن رئات الأطفال لا تزال في طور النمو، وكبار السن غالباً ما يعانون من ضعف في كفاءة الجهاز التنفسي، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بمثل هذا النوع من الملوثات.

في ضوء هذه المعطيات، تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات وقائية، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل أيضاً عبر سياسات عامة تُشجّع على تقليل استخدام هذه المواقد، خاصة في المدن والمناطق الحضرية، والتوجه نحو بدائل أقل خطورة.

ورغم أن للدفء سحره الخاص، إلا أن ثمنه قد يكون باهظاً إذا كان يُدفع بصحة الرئتين. فالدخان الذي يملأ الغرفة خفية، قد يكون أكثر قسوة من الشتاء نفسه.

المزيد...
آخر الأخبار