زهرة النيل.. نبتة جذابة تغزو سهل الغاب وتهدد الزراعة والمياه

 

الفداء – فيصل المحمد

رغم مظهرها الجذاب الذي قد يخدع الناظر، تشكّل “زهرة النيل” واحدة من أخطر التحديات البيئية التي تواجه سهل الغاب في محافظة حماة، بعدما بدأت هذه النبتة الغازية باجتياح المسطحات المائية في المنطقة، مهددةً الزراعة بشكل مباشر، ومستهلكة كميات كبيرة من المياه، في وقت يُعدّ فيه كل قطرة ثمينة.

وأوضح مدير الري في هيئة تطوير الغاب، المهندس حسان محفوض، في تصريح لـ”الفداء”، أن انتشار زهرة النيل، تسارع خلال الأشهر الماضية، خصوصاً في المسافة الممتدة من سدّ محردة، وحتى نهر العاصي، ما أثار قلقاً كبيراً لدى الجهات المعنية والفلاحين، بسبب ما تسببه من أضرار مباشرة ومتعددة الجوانب.

وتكمن أبرز تلك الأضرار وفق محفوض، في أن كل نبات من زهرة النيل، يستهلك ما بين 1 إلى 3 ليترات من المياه يومياً، مما يؤدي إلى استنزاف خطير للمخزون المائي، فضلاً عن تسبّبها في إغلاق المجاري المائية، وتعطيل حركة الصيادين والمزارعين، إضافة إلى تعطيل مضخات الري التي يعتمد عليها فلاحو المنطقة في ري محاصيلهم.

ويؤكد الفلاحون الذين يعتمدون على مياه الغاب لري أراضيهم، أن السنوات الأخيرة شهدت تناقصاً مرعباً في كميات المياه المتاحة، ويعزون ذلك بشكل أساسي إلى التمدد السريع لهذه الزهرة التي تغطي سطح الماء، وتحول دون وصوله إلى الأراضي الزراعية.

ولم تقف هيئة تطوير الغاب مكتوفة الأيدي، حيث باشرت بالتعاون مع مديرية الموارد المائية وعدد من المنظمات الدولية، أبرزها برنامج الغذاء العالمي WFP، بوضع خطة شاملة للتعامل مع النبتة الغازية، بدأت بتنفيذ حملات إزالة ميكانيكية ويدوية، إلى جانب دراسة خيارات المكافحة الكيميائية والبيولوجية، بهدف السيطرة الكاملة على انتشارها.

ورغم تعدد الروايات حول دخول زهرة النيل إلى سوريا – منها أنها جاءت مع نباتات الزينة، أو ضمن تجارب زراعية – إلا أن الأمر الأكيد، كما يشير المهندس محفوض، هو أن هذه النبتة تحولت من زينة، إلى خطر بيئي حقيقي، لا يمكن تجاهله، خاصة مع إمكانية انتشارها لمناطق أخرى إذا لم تُعالج جذرياً.

ويختم محفوض بالتأكيد على أن السيطرة على هذه المشكلة، تتطلب تكاتف الجهود الحكومية والدولية والأهلية معاً، لوقف انتشار زهرة النيل والحفاظ على ما تبقّى من الموارد المائية في سهل الغاب، باعتباره شريان الحياة الزراعية في المنطقة.

 

المزيد...
آخر الأخبار