ساعات العمل الطويلة تغيّر بنية الدماغ.. دراسة تكشف التأثيرات الصامتة للإرهاق المهني

 

كشفت دراسة علمية حديثة أنَّ العمل لساعات طويلة لا يرهق الجسد فحسب، بل قد يؤدي إلى تغيّرات ملموسة في بنية الدماغ، ما يجعل من الإرهاق المهني قضية تتجاوز حدود التعب النفسي لتتحول إلى مشكلة عصبية حقيقية.

وأوضحت الدراسة أنَّ الأفراد الذين يعانون من إرهاق العمل أظهروا تبدلات واضحة في مناطق الدماغ المرتبطة بالوظائف التنفيذية، والتنظيم العاطفي، وهي المسؤولة عن التركيز واتخاذ القرار والتحكم بالمشاعر.

وبيَّن التحليل أنَّ هناك زيادة بنسبة 19% في حجم التليف الجبهي الأوسط والذيلي الأيسر لدى الأشخاص المرهقين مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بتوازن مهني، مشيرةً إلى أنَّ هذه المناطق تقع في الفص الجبهي الذي يلعب دوراً محورياً في الإدراك والتخطيط والتنظيم السلوكي.

كما رصد الباحثون تغيرات أخرى في مناطق الدماغ المسؤولة عن الانتباه والمعالجة العاطفية والوعي الذاتي، ما يشير إلى أنَّ الإرهاق الناتج عن العمل المفرط، يمكن أن يؤثر في القدرات الذهنية والعاطفية على حد سواء.

وتؤكد نتائج الدراسة أنَّ الإفراط في العمل يرتبط بتغيرات هيكلية في الدماغ، داعيةً إلى التعامل معه باعتباره قضية صحية مهنية تستوجب اهتماماً مؤسساتياً وسياسات تحدُّ من ساعات العمل المرهقة.

ويرى الخبراء أنَّ هذه النتائج تمثل جرس إنذار يدعو إلى إعادة التفكير في ثقافة العمل الممتد، وإلى تبني أساليب أكثر توازناً تضمن سلامة العاملين نفسياً، وذهنياً على المدى الطويل.

 

 

المزيد...
آخر الأخبار